آراءموضوعات رئيسية
السيدة القمامة: أنا أرمي.. إذن أنا موجود!! / إسماعيل ولد محمد يحظيه

حين يصبح الوسخ مواطنا.. وتقذف السلال أوجاععها:
لا شيء في مدننا يتكاثر كالأكياس الطائرة، تلك التي ترقص على أرصفة الوطن، كأنها تحتفل بانتصار القذارة على الذوق العام، المواطن هنا فنان بارع في التخلص من “لا شيء يعنيه”، يفتح نافذته أو نافذة سيارته ثم يرمي بكل أريحية حفنة من القبح في حضن الشارع، ويواصل يومه مطمئنا، فقد أدى احدى الواجبات الوطنية حسب زعمه، وفي داخله شعور يقول:” أنا أرمي.. إذن أنا موجود”.
في مدينتنا التي كانت قديما “ايام الزمن الجميل” تتغنى بشمسها الدافئة، ونسيمها العليل، صار النسيم الآن يمشي متنكرا في قناع طبي “كمامه”، والشمس تحجب نورها خجلا من منظر الحاويات التي تشبه كروشا متقيئة على نواصي الطرق.
مشكلتنا ليست القمامة، بل الإنسان الوسِخ، ذاك الذي يلقي فضلات الطعام، وقارورات لبلاستيك من نافذة سيارته ثم يلعن البلدية !! ذاك الذي يتأفف من مشهد النفايات قرب بيته وهو من دسها بيديه، ذاك الذي يخلط بقايا الطعام مع الزجاج والحقن والمسامير ثم يتساءل ببراءة: لما ذا لا يعيدون التدوير!!
كلما تنفست المدينة عطست، ولم يكن السبب تقلبات الجو، بل الغبار العالق برئات الشوارع، والروائح المتفجرة من مكبات وأكياس وبراميل تشكو ظلم الكائن البشري!!
القمامة ليست أزمة خدمات فحسب، بل أزمة أخلاق، ووعي، وثقافة بيئية ماتت في المهد، الإنسان الوسخ هو الذي يعتقد ان النظافة مسؤولية الإدارة، لكنه لا يرى في نفسه حكومة صغيرة على مساحة المترين أمام بيته!! الإدارة تنذر، لكن من يعيد تهذيب السلوك، من يوقظ الضمير في ركن الشارع، من يعيد تعريف” النظافة” كقيمة لا كحملة موسمية.
أيها الإنسان الوسِخ سامحنا.. لسنا ضدك ككائن بيولوجي، نحن ضد وساختك كفِكر، كسلوك، كإصرار على أن تبقى المدينة مرآة لقلبك لا مرآة لذوقك، فإن كنت لا ترى في القمامة إلا مادة تُرمى وتُنسى فاعلم أن ما ترميه اليوم سيرتد عليك غدا بشكل غيمة نتنة في رئتي ابنك، وحينها فقط.. تتنفس المدينة.
واخيرا.. فما اتعسها من مدينة يتسلل بعض أبنائها خِلسة لا ليسرقوا ذهبا أو قمحا، بل ليخفوا السلال المخصصة لجمع القمامة، فيخنقون كل محاولة للإحتماء بالحد الأدنى من الذوق العام!!
هؤلاء لا يحملون في جيوبهم سوى الظلام ولا يتركون خلفهم إلا أثرا لقدم ملطخة بالكسل والإستهتار..
كامل الوسخ
…………..
إسماعيل ولد محمد يحظيه ولد الحسن.
لا شيء في مدننا يتكاثر كالأكياس الطائرة، تلك التي ترقص على أرصفة الوطن، كأنها تحتفل بانتصار القذارة على الذوق العام، المواطن هنا فنان بارع في التخلص من “لا شيء يعنيه”، يفتح نافذته أو نافذة سيارته ثم يرمي بكل أريحية حفنة من القبح في حضن الشارع، ويواصل يومه مطمئنا، فقد أدى احدى الواجبات الوطنية حسب زعمه، وفي داخله شعور يقول:” أنا أرمي.. إذن أنا موجود”.
في مدينتنا التي كانت قديما “ايام الزمن الجميل” تتغنى بشمسها الدافئة، ونسيمها العليل، صار النسيم الآن يمشي متنكرا في قناع طبي “كمامه”، والشمس تحجب نورها خجلا من منظر الحاويات التي تشبه كروشا متقيئة على نواصي الطرق.
مشكلتنا ليست القمامة، بل الإنسان الوسِخ، ذاك الذي يلقي فضلات الطعام، وقارورات لبلاستيك من نافذة سيارته ثم يلعن البلدية !! ذاك الذي يتأفف من مشهد النفايات قرب بيته وهو من دسها بيديه، ذاك الذي يخلط بقايا الطعام مع الزجاج والحقن والمسامير ثم يتساءل ببراءة: لما ذا لا يعيدون التدوير!!
كلما تنفست المدينة عطست، ولم يكن السبب تقلبات الجو، بل الغبار العالق برئات الشوارع، والروائح المتفجرة من مكبات وأكياس وبراميل تشكو ظلم الكائن البشري!!
القمامة ليست أزمة خدمات فحسب، بل أزمة أخلاق، ووعي، وثقافة بيئية ماتت في المهد، الإنسان الوسخ هو الذي يعتقد ان النظافة مسؤولية الإدارة، لكنه لا يرى في نفسه حكومة صغيرة على مساحة المترين أمام بيته!! الإدارة تنذر، لكن من يعيد تهذيب السلوك، من يوقظ الضمير في ركن الشارع، من يعيد تعريف” النظافة” كقيمة لا كحملة موسمية.
أيها الإنسان الوسِخ سامحنا.. لسنا ضدك ككائن بيولوجي، نحن ضد وساختك كفِكر، كسلوك، كإصرار على أن تبقى المدينة مرآة لقلبك لا مرآة لذوقك، فإن كنت لا ترى في القمامة إلا مادة تُرمى وتُنسى فاعلم أن ما ترميه اليوم سيرتد عليك غدا بشكل غيمة نتنة في رئتي ابنك، وحينها فقط.. تتنفس المدينة.
واخيرا.. فما اتعسها من مدينة يتسلل بعض أبنائها خِلسة لا ليسرقوا ذهبا أو قمحا، بل ليخفوا السلال المخصصة لجمع القمامة، فيخنقون كل محاولة للإحتماء بالحد الأدنى من الذوق العام!!
هؤلاء لا يحملون في جيوبهم سوى الظلام ولا يتركون خلفهم إلا أثرا لقدم ملطخة بالكسل والإستهتار..
كامل الوسخ
…………..
إسماعيل ولد محمد يحظيه ولد الحسن.