آراء
فساد… “أزمة النقد” !
يمكننا تشبيه الفعل وردة الفعل في حياتنا اليومية بالمسرح ، فكلّ فعل نقوم به يندرج تحت ماسماه الباحث إيرفنغ غوفمان “عرض الذات” وهي نوعان “عرض الذات الحقيقية” و “عرض الذات الاستراتيجية” فالأول عندما يعكس سلوك الإنسان جوهره وذاته الحقيقية بدون تمثيل، وبالتالي تكون حركةجسده موازية مع لغته الكلامية دون عناء منه ، أما الثاني ما يتبعه الساسة في خطاباتهم وسلوكياتهم أمام العلن من أجل الإستهلاك المحلي ، حيث أن كل حركة أو فعل له هدفه ويرمي لترك انطباع ملائم لدي الجماهير
والتي بدورها تؤثر بطريقة غير مباشرة في صنع القرار السياسي وتسويقه، لذلك فإن إدراكها لمركَّبات الخطاب السياسي ، تمكنها من تحليل الخطاب ومعرفة أهدافه ، وبالتالي تمنحها قدرة أكبر على النقد الذي يبطل مفعول أي محاولة من قبل الشخصية السياسية لحشد الرأي العام لصالحه.
وعلي هذا المنوال يأتي دور الصحفي الخبير بأدوات تحليل وعواملها المؤثرة، فهو الفاصل الموحد بين النظام والمعارضة وبين الجماهير المتابعة.. إذ تقع مهمة تقويم الخطاب وقراءة مابين سطوره ، مما يقوّي قدرة الجماهير على النقد.. ويقلل من تأثير الشعارات التي تهدف لجذب الجماهير.. إلي حبال العاطفة بدلا من ركائز العقل !
الغباء السياسي !
في صفوف الأمامية من المشهد السياسي تظهرمجموعة من الأحزاب السياسية، يقودها “الأغبياء والمتغابون” ويغذيها إعلام أجير وغوغائي ، لذلك لا يخفي على المتتبع الجاد لمجريات الاحداث السياسية ذلك الهبوط النتن الذي يلطخ الخطاب السياسي والإعلامي لدي البعض حيت يسيل فيه مدادا كثيرا من البهتان والزور في إطار حرب ضروس وحملة شعواء.. هوجاء..تلفح وجوه المتتبعين ومثيرة مناقشات جمة حيث يحتدم الصراع و حرارة الافتراأت ، لكنه قد يصاب بصدمة إذا عرف أن الهدف الأسمى لهذا الصراع لم يتقيد بأبسط أدوات الخطاب السياسي الأخاذ ورغم أن هناك شرخ واضح في هذا المنهج والأداء، فهو يُخرج من تحت السطح رماد حرائقه للوطن كي يعيد اثبات صلاحيته لكل زمان ومكان ، وهذا ماجعلنا نكبل أنفسنا بالأغلال داخل دائرة الغباء السياسي ويندفع الجميع تحت شعار ” كلٌ يطلق آراءه الخبيثة التى لا تختلف كثيراً عن الآخر ولكن يجب أن يدلو بدلوه”!..ولعل هذه السمة التي تقيد بها الساسة والصحافةعلى طول الخط ،كانت آفة الخطاب وعائقا أساسيا في كل مراحل تطوره ، وجعلته بعيدا عن المتناول ويثير الكثير من الإشمئزاز والتقزز !
إن دور الإعلام ــ بعد الحرية المطلقةــ دورا مخزياومتواطئا في الإستهزاء والجور ، فبعد أن تكالب عليه السماسرة والمرتزقة وحولوه الي سوق تباع وتشتري فيه الذمم .. فيكفي أن تجد توقيعا وبطاقة صحفية وبعدها أكتب ماشئت وارسم ما شئت ولا تخجل فالكل مهان وجبان..لتبقي ــ أنت ــ مجرد إنسان انتهج التمرد كي يكون عملاقا زائفا.. ويبقي النفاق هو سيد الموقف والشاهد الصامت الصارخ على جلبات إعلام لم يكن سوي مجرد أبواق داخل كتلة سياسية فاسدة لم تكن أكثر من مخزن للغباء !
علي هذه الزوايا المغلغة وداخل ذلك الواقع الحاد غابت الحقيقة بغربال..كما يتوهم الحالمون.. لكن شمسها تجلدنا وتهين ضمائرنا .. فأن يكون “رأس النظام” أو “رأس المعارضة الداخلية والخارجية” غبيا فذلك جزء من لعبة بين الموجب و السالب وهو جزء من الهزيمة أو الإنتصار في ” العهر السياسي” داخل نفق مظلم يقوده رعاع من الصحافة وهمج العصر الذين يزرعون التعصب و الخراب والتفرقة والحقد البغيض ، وعليه “الغباء” منهج يضرب الله به المتسلط أيا كان موقعه ..فعندما قال الله عز وجل ” فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر” ظن فرعون متوهما ــ لغبائه ـــ انه مسموح له بالمرور وبالتالي النجاة فكانت نهايته الغرق !
القاظى مولاي أحمد