لو غيرك قالها يا أبا عبيدة.. /المرتضى محمد أشفاق

كان الفاروق يوصي الرجال بالتفريق بين رؤوس أموالهم، فلا ينبغي أن تكون ثروة الرجل كلها إبلا، أو غنما، أو بقرا، أو تجارة، خشية الأوبئة التي تصيب جنسا دون آخر فتقضي عليه، أو تلفا بحريق، أو هدم، أو سطو يصيب متجر الرجل فيفقره في لحظات…
أوصى سيدنا يعقوب عليه السلام بنيه في رحلتهم للبحث عن الميرة أن لا يدخلوا من باب واحد، وأن يدخلوا من أبواب متفرقة، ورأى بعض أهل العلم أنه خشي عليهم من العين لعددهم، وقوتهم…
يستحسن اليوم أن لا يسافر أفراد الأسرة مجتمعين في سيارة واحدة، أو رحلة جوية واحدة، نظرا لمخاطر الحوادث والطوارئ، فقبل سنوات كان أحد الإخوة العرب في نواكشوط مع أسرته، ولما بدأت العطلة أرسل أطفاله جميعا في رحلة جوية إلى دولتهم، وتحطمت الطائرة وهلك كل من فيها..
ومنذ بعض تحدث حوادث سير مؤلمة، يكون ضحاياها أسرا كاملة..
فالأحسن اليوم وقد تطورت وسائل النقل وانتشرت أن يسافر أفراد الأسرة متفرقين، في وسائل متعددة..
ونعلم أنه لن يصيب ابن آدم إلا ما كتبه الله عليه، وأن ما كتبه الله عليه لن يخطئه، لكن كما قال الفاروق عندما رجع بالجند عن بلاد الطاعون، مجيبا أبا عبيدة بن الجراح حين قال له: أتفر من قدر الله ياعمر؟ فقال عمر نعم، نفر من قدر إلى قدر الله، ولو غيرك قالها يا أبا عبيدة..ولا حول ولا قوة إلا بالله…


المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضى محمد أشفاق