لقد تعمدتُ أن أحتسي قهوتي بدون سكر … / محفوظه زروق

لقد تعمدتُ أن أحتسي قهوتي بدون سكر لعليَّ بمذاقها أستطيع مجاراة طعم الواقع الذي سأحاول أن أترجم لكم تفاصيله من شرفة المنزل.
يصرخ سائق صهريج الماء بأعلى صوته : “أن انتهى تفريغ الصهريج في الخزان ” لتبدأ مرحلة المماكسة في سعر عصب الحياة حيث طلب 30000 MRO في 6 أطوان ناولته إياها بموقف ” مكره أخاك لا بطل” و بقيتُ وجها لوجه مع مضخة المياه المحبوسة بالهواء و كلي يقين أنّ كلماتي المبعثرة عشوائياً على صفحتي لن تؤثر في مرارة هذا الواقع بقدر ضرورة التوثيق في وجدان الأجيال أننا كنا في يوم من الأيام لقمة سائغة لأفراد غير أكفاء قادوا البلاد و العباد إلى أزمة عطش فاقت كل الحدود دون أن تتم إقالة أو استقالة وزيرة المياه و الصرف الصحي بل ستكون لا محاله ضمن التشكيل الوزاري القادم!
عدتُ إلى الشرفة، أغطي بيدي اليمنى فنجان قهوتي و باليسرى أمسك أنفي لأراقب كيف يتعامل عامل النظافة مع سلة مهملات الجيران التي أفرغها مباشرة في حوض دراجة ثلاثية العجلات مع غياب تام لأكياس النفايات حيث تتكدس القمامة المكشوفة في حوض السيارة أو تتبعثر حسب مزاج رياح أغشت التي تركتْ أمام منزلنا علبة سجائر فارغة و قنينه بلاستيكية مضغوطة الأوصال دون أن تنسى حق الجيران في بعض الحطام قبل أن تختفي السيارة مخلفة مزيجاً من الروائح الكريهة مع الدخان.
أرتشف قهوتي على مهل لأنفث إليكم آهاتي من أجل تخفيف أعباء كاهلي بتذكيري بالدور الأساسي لعمال النظافة و كيفية الطرق الآمنة للتخلص من القمامة من أجل تحسين إدارتها و حماية البيئة من التلوث و دور المواطن الحقيقي في ذلك و أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم.
المصدر: الفيسبوك – صفحة محفوظه زروق.

