canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

العنصرية والفاوية قراءة ناصرية في معوقات بناء الدولة الوطنية / قاسم صالح

تمثل العصبيات الضيقة ــ بمظاهرها : العنصرية، الفاوية (الجهوية) واحدة من أبرز الإشكاليات التي تعرقل مسار بناء الدولة الوطنية في موريتانيا. فهي ليست مجرد بقايا اجتماعية تقليدية، بل أنماط سلوك سياسي واجتماعي تستغلها النخب الحاكمة والقوى الخارجية لفرض التبعية وإدامة الانقسام.
في هذا السياق، يوفر الفكر القومي الناصري إطارا نظريا لفهم هذه الظواهر ومواجهتها، عبر تأكيده على الوحدة الوطنية، العدالة الاجتماعية، وتجاوز الولاءات الضيقة لبناء مجتمع المواطنة.
كيف تسهم العصبيات الضيقة (العنصرية، الفاوية) في إضعاف الدولة الوطنية وإعادة إنتاج التبعية، وما البديل الذي يطرحه الفكر الناصري لتجاوزها؟
الفرضيات
1. العصبيات الضيقة تقود إلى تفكك النسيج الاجتماعي، ما يعرقل بناء مؤسسات الدولة الحديثة.
2. العنصرية والفاوية والقبلية أدوات لإعادة إنتاج الاستبداد عبر تفتيت الولاءات.
3. المشروع الناصري يقدم بديلا تاريخيا يقوم على الاندماج الوطني والعدالة الاجتماعية كشرطين لمواجهة هذه العصبيات.
أولا العنصرية وتفكيك الهوية الوطنية
العنصرية تعني اختزال الإنسان في عرقه أو لونه، وإقصاء الآخر من دائرة المواطنة هذا السلوك يؤدي إلى
نزع الاعتراف المتبادل بين مكونات المجتمع.
إنتاج صراعات متكررة تهدد الاستقرار.
في المنظور الناصري، رفض العنصرية شرط للتحرر، إذ لا يمكن لأمة تعاني من التمييز الداخلي أن تواجه الاستعمار الخارجي أو تحقق نهضة جماعية.
ثانيا: الفاوية (الجهوية) وإضعاف العدالة التنموية
الجهوية تحوّل الوطن إلى فسيفساء مناطق متصارعة على السلطة والموارد. ونتائجها
تركيز السلطة في أيدي نخب جهوية محدودة.
تعميق الشعور بالتهميش والحرمان لدى بقية المناطق.
الفكر الناصري يرى أن العدالة في توزيع الثروة والخدمات شرط لبناء ولاء وطني شامل، حيث لا تختزل التنمية في (مراكز) مقابل (هوامش).
ثالثا القبلية وإعادة إنتاج الاستبداد
حين تصبح القبيلة بديلا عن الدولة تتحول إلى إطار للولاءات الشخصية والوساطات، بدل أن تكون مؤسسة اجتماعية طبيعية. وهذا يؤدي إلى
تآكل مفهوم المواطنة.
استغلال السلطة للعصبيات القبلية في سياسة (فرق تسد).
جمال عبد الناصر أكد أن الدولة الحديثة يجب أن تقوم على المواطنة والعدالة، لا على روابط الدم والنسب، لأن ذلك يعيد المجتمع إلى ما قبل الدولة.
رابعا المشروع الناصري كبديل تاريخي
يقوم البديل الناصري على
الوحدة الوطنية تجاوز الانقسامات العرقية والقبلية والجهوية ضمن إطار جامع.
العدالة الاجتماعية ضمان تكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
المواطنة حيث يصبح معيار الانتماء هو الالتزام بالمصلحة العامة لا العصبية الضيقة.
وبذلك يتحول المجتمع من مجموع ولاءات متناحرة إلى كتلة تاريخية قادرة على مواجهة الاستعمار والتبعية.
إن العنصرية والفاوية والقبلية ليست مجرد موروثات اجتماعية، بل أدوات سياسية تهدد كيان الدولة الوطنية العربية. وهي، في جوهرها، معاول هدم داخلية تستغلها قوى الاستبداد والهيمنة الخارجية لإضعاف المجتمعات. في المقابل، يقدم المشروع الناصري رؤية بديلة تعيد الاعتبار لمفهوم الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية باعتبارهما شرطين لا غنى عنهما لأي نهضة عربية. ومن ثم، يصبح تجاوز العصبيات الضيقة ضرورة تاريخية لا خيارًا فكريا فحسب في سبيل بناء دولة المواطنة والكرامة.


قاسم صالح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى