عن الحَقِّ والتوقيتِ/ محمد ولد إدومُ (تدوينة)
أجل؛ قولُ ما نراهُ حقاًّ والإدلاءُ برأينا مهما كان مُخالفاً أمرٌ رائع ٌوجميل ٌ ومطلوب.
ولكن اختيارَ القولِ المناسبِ في الوقتِ المناسب ملكةٌ لم يؤتها الله لكثيرٍ من خلقه..
كأن تنشدَ مثلا بعد تكبيرة الإحرام بين الفاتحة والسورةِ بيتاً ماجناً لأبي نواس وتقولَ إن هذا البيت جميل… بلى هو جميل ولكن اختيارك لقولِ هذه الحقيقة توقيتٌ سيّء
كأن تستمتعَ بأغنية طربية رائعةِ اللحنِ والصوتِ والكلماتِ في حضرة إنسان يبكي ألما …. هي أغنية جميلة ولكنك يا سيدي تستمع كُ إليها في الوقت الخطأ
كأن تسترسلَ في استعراضِ معلومات طبية دقيقة عما يفعله مرض ما (خبيثٌ وخطيرٌ وقاتلٌ ولا دواء له) بجسم شخص يعيش مراحله الأخيرة وكيف سيفضي بها للموت ؛ أمام سرير مخلوق آدمي يعيش آخر أيام معاناته مع ذات المرض وعلى مسامع أبنائه وذويه……
أنت دقيقٌ في معلوماتِك العلمية سيدي العزيز.. برافو عليك! ولكن دعني أقول لك إنك -يواجعه- لا تعرفُ الوقتَ المناسب لقولِ هذه المعلومات
من صفحة الكاتب محمد ولد إدوم