الرئيس يحرك “بيادقه”…
رئيس الجمهورية يصدر مرسوما اليوم تم بموجبه “اتباتري” وزيرين حيث تم باقتراح من الوزير الأول تعيين محمد عبد الله ولد اوداع، وزيرا للتجهيز والنقل
ويحيى ولد عبد الدايم، وزيرا للمياه والصرف الصحي..
التعديلات الوزارية في بلادنا لا تعني الكثير، وهي ،مثل التعيينات، “خبط عشواء”، و الوزراء ، مجرد “بيادق” يحركها صاحب الفخامة كيف يشاء، فالوزير في عهد “رئيس الفقراء ورئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس العمل الإسلامي” لا قيمة له..
البيدق ، هو “الجندي” في قطعة الشطرنج، ولا يسمح له حسب قوانين اللعبة إلا بقطع خطوتين إلى الأمام في المرة الأولى وبعدها خطوة واحدة فقط، ولا يتراجع للوراء ولا تسمح له القواعد بالتحرك يمينا ولا يسرة، تماما كما يفعل الوزراء الذين ينحصر دورهم فقط في تنفيذ “التوجيهات النيرة لصاحب الفخامة”.. و”البيدق” أيضا طائر من الكواسر في حجم الصقر، لكنه لا يصيد إلا العصافير، كما “يصكك” الوزير على بسطاء موظفيه ومن لا “ظهور لهم ” تسندهم.. كما تطلق كلمة “البيدق” على دليل السفر، وصاحب الفخامة كثير الأسفار فتبارك الله، ولا بد له من “بيدق”.
أما “الرخ” فهو طائر خرافي بالغ القدماء في وصفه، وفي موريتانيا، أو على الأقل في تكانت نطلق لفظة “الرخ” على طائر أبيض طويل القامة يمشي الهوينا..كما أنه أيضا هو “القلعة” في لعبة الشطرنج، والتي تسمح لها قواعد اللعبة بالتحرك عموديا وأفقيا بمجال مفتوح طالما أنه لا توجد أي قطعة في طريقها.
يقال، والله أعلم، إن الرئيس يهين الوزراء كل أسبوع ، ولا أحد منهم يرد عليه، وهو ما يتضح من إطراقهم أثناء الاجتماع وخشوعهم، حتى كأن على رؤوسهم الطير.
ما يؤخذ على ولد عبد العزيز أنه لا يتحرى البحث عن ذوي الكفاءة، ويفضل تعيين “الضعفاء” حتى لا يسحب وزير قوي البساط من تحته، ولكن هذا غير وارد، فهو يمسك كل خيوط “اللعبة” بيديه..وحتى لو عين وزيرا قويا ، فهذا لن ينقص من سلطة فخامته ، وبالتالي قد يكون هذا القول لأحد المعارضين أو “المفسدين”.
يجب أن يمنح الوزراء صلاحيات أوسع ويعطوا هامشا من الحرية لتسيير قطاعاتهم.
134 تعليقات