وساطة مغاربية بين موريتانيا و الجزائر بعد رفض بوتفليقة استقبال الوزير الأول
نواكشوط- من الشيخ بكاي- (أرشيف)- أنهى الأمين العام للاتحاد المغاربي محمد عمامو أمس زيارة لموريتانيا اجتمع خلالها مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع. ويعتقد ان للزيارة صلة بجهود وساطة بين موريتانيا والجزائر إثر رفض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أخيراً استقبال الوزير الموريتاني الأول شيخ العافية ولد محمد خونة وصدور تعليقات “استفزازية” من الرئيس الجزائري في شأن علاقات الحكومة الموريتانية مع اسرائيل.
وقال عمامو ان زيارته تدخل في اطار جهود ترمي الى “تنشيط الاتحاد المغاربي” بعد أعوام من الجمود. غير ان مصدراً ديبلوماسياً غربياً في نواكشوط لم يستبعد في اتصال مع “الحياة” ان يكون الأمين العام للمنظمة المغاربية التي تضم الى موريتانيا، تونس وليبيا والجزائر والمغرب، يحاول إذابة الجليد في علاقات نواكشوط والجزائر اثر قرار الحكومة الموريتانية بتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وصدرت تعليقات من الرئيس بوتفليقة اعتبرت في نواكشوط “استفزازية ومهينة” منها رده على صحافية في احدى القنوات الفضائية: “دعيني من موريتانيا” وقوله في مقابلة ما فهمت السلطات الموريتانية منه ان الفقر وسوء الحال من الامور التي دفعتها وراء “الهرولة” نحو التطبيع مع اسرائيل.
وجاء رفض بوتفليقة استقبال معبوث الرئيس الموريتاني ليصب الزيت على نار العلاقات بين البلدين. فقد بعث ولد الطايع وزيره الأول قبل اسبوع الى المغرب وتونس والجزائر، حاملاً رسائل تشرح ملابسات تطبيعه العلاقات مع اسرائيل، وفي حين استقبله في تونس والمغرب قائدا البلدين، انتظر ساعات على باب الرئيس الجزائري ليبلغ في نهاية المطاف، ان وقت الرئيس لم يسمح باستقباله وان عليه تسليم الرسالة الى رئيس البرلمان. وردت الحكومة الموريتانية من خلال وكالة الانباء الرسمية بانتقاد شديد للذين يحتقرون موريتانيا بالقول أول الفعل، من دون ان تذكر الجزائر بالاسم. لكنها قدمت شروحاً للمراسلين لإيضاح من تعنيهم.
يذكر ان العلاقات الموريتانية – الجزائرية ظلت على الدوام جيدة باستثناء الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق المختار ولد داداه 1975 – 1979. وشهدت علاقات البلدين أفضل أوقاتها أيام كان بوتفليقة وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس هواري بومدين. وظلت الجزائر مهمة لموريتانيا باعتبارها سنداً ضد ما يزعم الموريتانيون من وجود أطماع مغربية دائمة في بلدهم، كما اهتمت الجزائر كثيراً بموريتانيا في اطار التنافس الاقليمي مع المغرب.
وأفادت تعليقات الرئيس الجزائري الحكومة الموريتانية في حملة تهدف الى استنهاض المشاعر الوطنية “ضد العرب الذين يحتقروننا لأننا فقراء”. ولا تهدف هذه الحملة الى بعث الكراهية ضد العرب، وان كانت النتيجة تصب في هذا الهدف، انما لتخفيف حدة الرفض الشعبي للتطبيع مع اسرائيل.
وقال سياسي قومي موريتاني لـ”الحياة” انه غير “مقبول أبداً ان يترجم البعض موقفاً من التطبيع بعبارات الاستعلاء” و”على من لديه موقف ان ينتقد السلطات ويترك موريتانيا في سلام”.
وفي السياق نفسه، أفرجت أجهزة الأمن عن خمسة طلاب اعتقلتهم الأربعاء خلال مظاهرة ضد “التطبيع” في حين دعت جماعة تطلق على نفسها “المبادرة الطالبية ضد الاختراق الصهيوني” الاحزاب السياسية وأئمة المساجد والمثقفين الى الالتحاق بحركة الاحتجاج ضد فتح سفارة موريتانية في اسرائيل.
وأفاد ناطق باسم “المبادرة الطالبية” أمس ان اجهزة الأمن أفرجت عن خمسة من قادة الحركة الطالبية المناهضة للتطبيع مع اسرائيل كانت اعتقلتهم الاربعاء أثناء مسيرة احتجاج قادت الى مواجهات ساخنة بين الشرطة والطلاب استمرت من الصباح الى الزوال. وقال الطلاب وهم الهاشمي ولد محمد خيار وأحمد ولد وديعه ومحمد ولد الراطن ومحمد ولد المرابط ان الشرطة عذبتهم. وقال شهود ان رجال الشرطة استخدموا العصي والهراوات والقنابل الغازية لكنهم اضطروا الى إخلاء الحرم الجامعي الذي اقتحموه لمطاردة المتظاهرين بعد مواجهات عنيفة “أدت الى جرح شرطيين”.
ودعت “المبادرة الطالبية” في بيان وزعته امس وحصلت “الحياة” على نسخة منه تلامذة الثانويات والاعداديات والاحزاب السياسية “وكل طبقات المجتمع المدني” الى الالتحاق بالحركة الطالبية في مواجهة “الاختراق الصهيوني”. وأهابت بالاحزاب ان تتجاوز “مرحلة البيانات التي لا تغير شيئاً الى مرحلة الفعل”. ويتألف أعضاء “المبادرة” من طلبة في مختلف الكليات في جامعة نواكشوط. ويقود هؤلاء عملية عصيان في الشارع أحياناً، وداخل الجامعة أحياناً أخرى، منذ أبرمت الحكومة اتفاقاً مع اسرائيل بفتح سفارة في نواكشوط وأخرى في تل ابيب.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 20/11/1999
تاريخ النشر (هـ): 12/8/1420
منشأ:
رقم العدد: 13405
الباب/ الصفحة: 6