موريتانيا : خلفيات التحالف بين الناصريين و”الحراطين”
نواكشوط- “من الشيخ بكاي- كشف مصدر قريب من التيار الناصري الموريتاني لـ”الحياة” وجود أطراف ناصرية أخرى في الحوار الذي قاد الى الاندماج المفاجئ بين حزب التحالف الشعبي الناصري المعارض، وحزب العمل من أجل التغيير المحظور الذي يضم متطرفين من السود وبعض أجنحة حركة “الحر” الناطقة باسم فئة “الحراطين”، وهم عرب سود البشرة يتحدرون من الارقاء السابقين.
وقال المصدر ان “حزب التحالف لم يكن وحده المعني بالحوار الذي دخلت فيه أطراف ناصرية أخرى”، منها ما سماه بـ”الشتات الناصري”، أي الناصريون المستقلون الذين لم ينضــــموا الى تشكيلات حزبية في الســـلطة أو المعارضة، وجماعة “الاطر”، وهي فصيل انسحب من الحزب الجمهوري الديموقراطي الحاكم، وانضم الى المعارضة.
وقال ان قرار الحوار لم يكن هدفه الانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية السنة، “بل هو أعمق، ويخدم الوحدة الوطنية”.
وقال انه طلب من الأعضاء السابقين “عدم اعطاء الانطباع بأن الهدف سياسي موقت”، مشيراً الى ان “المرشح للانتخابات المقبلة سيكون الشخص الذي توافق عليه كل أطراف المعارضة وليس بالضرورة زعيم حزب العمل السابق مسعود ولد بلخير أو أحمد ولد داداه”.
ورأى مراقبون في الاندماج الذي يجمع النقيضين محاولة من زعيم “العمل” ترشيح نفسه الى الانتخابات محاطاً بمن لا يمكن اتهامهم بمعاداة العروبة، ومن زعيم “التحالف” احاطة نفسه، ولو موقتاً، بقــــاعدة شعبية واسعة هــــو في حـــاجة اليها ورفع رســــالة الى الرأي العــــام تقول ان الناصرية قادرة على تعبئة جمــــيع الموريتانيين، عرباً وسوداً.
ويقود ولد بلخير جماعات من متطرفي “حركة تحرير الأفارقة السود في موريتانيا” التي تنادي بطرد الغالبية العربية من البلاد، لكن قاعدته الأساسية هي من فئة “الحراطين”.
ويؤخذ على ولد بلخير تطرفه من حيث تبني أطروحات الراديكاليين السود والذهاب بعيداً في دعواته الى حد اتهام غالبية من الموريتـــانيين بمـــمارسة الرق في القرن الواحد والعشرين.
ووصف المصدر الذي طلب من “الحيــــاة” عدم كشف اسمه اندمــــاج ولد بلخير وجماعته بأنه هــــدف قديم للتـــيار الناصري ويراد به “تذويب الفوارق سلماً بين فئات المجتمع الموريتاني”.
وتحدثت صحف محلية عن تنازلات كبيرة قدمها حزب “التحالف الشعبي” الناصري مقابل اندماج جماعات حزب “العمل” المحــــظور فيه. غير أن المصـــدر الذي تابع عن كثب الحوار بين الأطراف ذكر انه لا تنــــــازلات إذ تم الاتـفاق على تبني المعقول من شعارات كل الأطراف ولم يتم الاتفاق على نقطة واحدة تم تأجيل الخوض فيها، هي عودة المسفرين حتى تتضح معالم الأمور في شأنهم.
ومن بين المسفرين جماعات من المتجنسين تم طردها من البلاد عام 1989 خلال أحداث النزاع الموريتاني – السنغالي. وفتحت الحكومة الموريتانية الباب أمام جميع الموريتانيين الموجودين في الخارج فعاد كل من أثبت موريتانيته بسهولة. وبقيت جماعات معارضة تقول ان عودتها المقبولة هي “على ظهر دبابات تغير الأوضاع في البلد”، كما ورد في تصريحات لبعض قادة “حركة تحرير الأفارقة السود في موريتانيا”.
وطبقاً للمصدر نفسه سينضم الى حزب التحالف في شكله الجديد عدد من الناصريين من جماعة الأطر ومن الذين لم يلتحقوا بأحزاب معينة لهذا السبب أو ذاك.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 17/3/2003
تاريخ النشر (هـ): 14/1/1424
منشأ: نواكشوط
رقم العدد: 14602
الباب/ الصفحة: 6 – السياسية
تعليق واحد