تهم لولد هيداله بالاعداد لانقلاب و تلقي اموال ليبية
نواكشوط – الشيخ بكاي- (أرشيف)- يمثل الرئيس الموريتاني السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة محمد خونه ولد هيداله وعدد من مساعديه اليوم أمام محكمة الجنايات في نواكشوط في محاكمة يواجهون فيها تهماً بالتآمر لقلب نظام الحكم, وإلحاق الضرر بالمصالح الحيوية للبلاد والتخابر لمصلحة دولة اجنبية, في اشارة الى تهمة بتلقي أموال من ليبيا لتمويل الحملة الانتخابية. ويواجه المتهمون في حال ادانتهم عقوبات تراوح بين المؤبد والاشغال الشاقة لمدة 20 سنة.
وجرى اعتقال هيداله و15 من مساعديه اثر الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من الشهر المنصرم وفاز فيها الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع, فيما حل هيداله في المرتبة الثانية.
وجاءت عمليات الاعتقال بعد توزيع ادارة حملة المرشح ولد الطايع وثيقة تحمل العنوان “غراب 1” وتتحدث عن خطة لانتزاع السلطة عبر العصيان المدني في حال فوز ولد لطايع بطريقة ترى المعارضة انها اعتمدت التزوير. ونفى هيداله في حينه علمه بهذه الوثيقة كما نفى أي نية لديه لزعزعة الأمن في حال عدم فوزه وإن كرر انه لن يقبل أي نتائج مزورة.
وفي الواقع اعتبر البعض الوثيقة مجرد اسلوب لتشويه هيداله الذي بدا خلال الحملة المنافس الرئيسي لولد الطايع, لكن النتائج وضعته في حجم أصغر بكثير مما ذهبت اليه توقعات الحملة الانتخابية اذ لم يحصد إلا 18 في المئة من الأصوات اضافة الى ستة في المئة لزعيم المعارضة احمد ولد داداه وأقل من خمسة في المئة للمرشح الرئيسي الرابع مسعود ولد بلخير. غير ان تركيز الرئيس ولد الطايع خلال خطابيه لمناسبتي عيد الفطر وذكرى الاستقلال الوطني في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) على “انقلابية” هيداله وتخطيطه منذ زمن لقلب نظام الحكم غيرت النظرة الى وثيقة “غراب 1″ وأظهرت الأمور اكثر خطورة.
ومن بين التهم الموجهة الى هيداله تلقيه مبلغ مليون دولار من الجماهيرية الليبية لتمويل حملته الانتخابية. ونفت ليبيا هذه التهمة على لسان مساعد وزير الخارجية حسونة الشاوش.
ومن أهم المعتقلين مع هيداله مدير حملته النائب في البرلمان اسماعيل ولد اعمر, والناطق باسمه علي ولد صنيبه, والوجه البعثي المعروف محمد يحظيه ولد بريد الليل, ونقيب الجيش السابق بريكه ولد مبارك الذي كان يتولى أمن هيداله خلال الحملة, وهو عضو سابق في اللجنة العسكرية التي حكمت موريتانيا أيام هيداله, وكان نافذاً في عهده. ويعتقد مراقبون ان نتائج الانتخابات الأخيرة والمحاكمة الحالية تضعان حداً لمحاولة هيداله العودة عبر أبواب السياسة بعدما أخرجته منها دبابة في العام 1984.
وقدم المقدم السابق نفسه للموريتانيين خلال الموسم الانتخابي الأخير ملاذاً للفقراء, ومخلصاً للمظلومين, وطريق موريتانيا الى تناوب السلطة عبر صناديق الاقتراع. غير ان النتائج – ومن دون الخوض في الضجة التي أثارتها المعارضة حول الشفافية – قطعت الطريق أمام الطموحات السياسية للرجل الذي دخل في سبعينات العمر, كما أضرّت كثيراً بزعيم المعارضة أحمد ولد داداه الذي نال فيها ستة في المئة, وسيخسر هيداله اكثر اذا ثبت بعد المحاكمة تورطه في التخطيط للعنف بالتوازي مع استغلال غطاء الانتخابات للوصول الى السلطة.
2003-12-01- ” الحياة” اللندنية
82 تعليقات