بعد حشود عسكرية على الحدود وطرد السنغاليين: نواكشوط وداكار تتجاوزان الأزمة
نواكشوط-“- من الشيخ بكاي- بدد الرئيسان الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع والسنغالي عبدو اللاي واد الذي يزور نواكشوط حالياً، المخاوف من استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين في شأن اقتسام مياه نهر السنغال الذي تطلان عليه. إذ لم يشر الرئيسان الى الأزمة التي نشبت بين بلديهما في حزيران يونيو الماضي بسبب مشروع الأحواض الجافة السنغالي، لكنهما أكدا ان العلاقات الآن في وضع أفضل.
وقال الرئيس ولد الطايع في كلمة ترحيبية بضيفه السنغالي ان العلاقات الثنائية “خالية من الشوائب” ودعا الى المحافظة على هذه العلاقات “الجيدة” مبرزاً ان زيارة واد “تندرج في هذا الاطار”.
وأشاد واد بمستوى العلاقات القائمة بين بلاده وموريتانيا التي يزورها منذ الاثنين ورغبته في تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بالتعاون الثنائي “الى أعلى مستوى في وقت يبدو مناسباً لتزامنه مع قرار انشاء الاتحاد الافريقي”. ودعا الى “دمج اقتصادات البلدين واعتماد التشاور في تسيير الموارد الطبيعية والبنى التحتية في جو من السلم”، مشيراً الى أن “منظمة نهر السنغال، همزة الوصل بين البلدين، يروي أمالهما المشتركة”، كما تعتبر المنظمة استغلال نهر السنغال “أداة لا يمكن الاستغناء عنها”.
ولاحظ مراقبون انه تم التركيز في الخطابين على نهر السنغال والهيئة التي تدير استغلال مياهه “منظمة استغلال نهر السنغال”.
وكان البلدان أوشكا على المواجهة العسكرية في حزيران الماضي بسبب الخلاف على استغلال مياه النهر. إذ بدأ السنغال ري بعض المناطق عبر حفر انفاق لجذب مياه النهر في اطار خطة عرفت بمشروع “الأحواض الجافة” متجاوزاً بذلك النسبة المسموح له باستغلالها. واحتجت موريتانيا على المشروع الذي اعتبرته تحويلاً لمجرى النهر يضر بالمزارع على الضفة الموريتانية من النهر. لكن الحكومة السنغالية الخارجة من انتخابات أتت بعبدو اللاي واد رئيساً بعد عشرات السنين في المعارضة الراديكالية أصرت على تنفيذ المشروع في محاولة لإرضاء ناخبين يحملون في أذانهم أطنان الكلمات الواعدة بمستقبل اقتصادي أفضل. لكن الناخب المستهدف بالمشروع تحول الى ضاغط من أجل اسقاطه بعدما وضعت موريتانيا قواتها في حال تأهب واعلنت استعدادها للذهاب الى أبعد الحدود من أجل اسقاط المشروع معيدة الى السنغال عشرات الآلاف من العمال والمقيمين السنغاليين، ودعت مواطنيها في السنغال الى العودة للبلاد.
وعلى الرغم من أن واد قبل وقف تنفيذ المشروع فإن حال الشك والترقب ظلت قائمة، خصوصاً ان استعادة الثقة بين البلدين أصبحت صعبة بسبب احداث العام 1989 العرقية التي راحت ضحيتها مئات الآلاف من رعايا البلدين في كل منهما، وفقد الموريتانيون فيها حتى الآن عشرات البلايين من الفرنكات الافريقية وهي ممتلكات التجار الموريتانيين الذين كانوا أثرياء في السنغال.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 16/5/2001
تاريخ النشر (هـ): 22/2/1422
منشأ:
رقم العدد: 13940
الباب/ الصفحة: 6
98 تعليقات