نواكشوط: الترخيص لحزب بعثي
نواكشوط- الشيخ بكاي- رخصت السلطات الموريتانية لحزب معارض جديد شكلته شخصيات دعمت الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة في الانتخابات الرئاسية الماضية التي اعتقل في اثرها وصدرت في حقه وعدد من أنصاره أحكام تجردهم من حقوقهم السياسية والمدنية. ويأتي الترخيص لهذا الحزب الذي يدعو إلى تغيير الدستور والحد من صلاحيات رئيس الجمهورية, بعد رفض آخر قدمته شخصيات مؤيدة لولد هيدالة وتنتمي غالبيتها إلى التيار الإسلامي.
وقال سيدي ولد دومان, وهو مسؤول في قيادة الحزب الجديد لـ”الحياة” إن ما وصفه بفشل المعارضة في اجتذاب الشارع “يعود إلى أنها سائرة في قوالب مرسومة, والكل يبحث عن مقعد الرئيس معاوية (ولد سيد أحمد الطايع) ليحكم بالطريقة نفسها”. وأضاف ان “أزمة موريتانيا أزمة نظام, ويكمن الحل في الفصل الحقيقي للسلطات وإقامة توازن بينها”.
ويدعو الحزب الجديد الذي حمل اسم “حزب الصواب” إلى تعديل دستوري يسمح بانتخاب الوزير الأول (رئيس الحكومة) من بين برلماني الحزب الحاصل على الأكثرية, ويجعل الوزير الأول مسؤولاً فقط أمام البرلمان. كما يدعو إلى انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان, لا الاقتراع المباشر.
ويدعو “الصواب”, طبقاً لنصوصه إلى لامركزية تستند إلى انتخاب مجالس اقليمية تتولى تنفيذ البرامج التنموية ومتابعة شؤون المواطنين على أن يعهد إلى محافظي الولايات فقط بالأمور الإدارية والأمنية.
ويحكم موريتانيا نظام رئاسي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة. وهو يعين وزيراً أول يتولى تحت اشرافه تنسيق سياسات الحكومة.
ويتولى قيادة الحزب الجديد الدكتور الشيخ ولد حننه, وهو اخصائي في العيون والأنف والحنجرة, ولا يعرف كثيراً في الأوساط السياسية.
ويقف وراء تـــشكيل الحزب عدد من السياسيين القـــدامى الذين لعب بعضهم دوراً في الحزب “الجمهوري الدـــيموقراطي” الحاكم لم تظهر اسماؤهم على قائمة هيئته القيادية بينهم الزعيم البعثي السابق محـــمد يحظيه ولد بريد الليل الذي قاد حزب البعث الــسري الســـــابق عشرات السنين, وتقلد وظائف عدة في الحكومات الموريتانية التي تعاقبت على البلاد, وسجن مراراً بتهم منها العمل على قلب نظام الحكم
الحياة” اللندنية
2004-05-23