موريتانيا – أميركا : تعاون نفطي بعد ارسال خبراء عسكريين وأعتدة
نواكشوط- الشيخ بكاي- حققت الجهود الموريتانية لجذب اهتمام الاميركيين قدراً من النجاح بإرسال واشنطن خبراء عسكريين وعتاداً في اطار برنامج وضعته الادارة لمكافحة “الارهاب” في دول الساحل الافريقي وسط انباء عن تعاون اهم بين الجانبين تعتبر الاكتشافات النفطية في موريتانيا اهم دوافعه.
ووصل فريق عسكري اميركي الى موريتانيا الاسبوع الماضي، ويتوقع ان تتبعه فرق اخرى من الخبراء العسكريين. ويأتي ذلك في اطار خطة “بان ساحل” التي اختيرت لها موريتانيا والنيجر ومالي وتشاد.
وقالت مصادر اميركية انه سيتم في اطار الخطة تقديم تدريبات لوحدات عسكرية في الدول الاربع. كما ستحصل قواتها المسلحة على بعض التجهيزات.
ويخشى الاميركيون من ان تتخذ منظمات معادية للولايات المتحدة من مناطق الحدود في تلك الدول مواقع آمنة لها، مستغلة هشاشتها واتساعها وعدم قدرة القوات المسلحة المحلية على مراقبتها.
ويمثل مثلث الحدود بين الجزائر وكل من موريتانيا ومالي والنيجر، أهمية خاصة لدى الاميركيين. وتتحدث مصادر اميركية وموريتانية احياناً عن وجود خلايا لـ”القاعدة” فيه. يذكر ان المواجهات قبل سنوات بين العرب والطوارق الماليين والحكومة المركزية في باماكو، والحرب الاهلية في الجزائر ادت الى نشوء عصابات تهريب وسطو مسلح تكاد تكون القوى المسيطرة في مناطق الحدود.
لكن بعض متابعي شؤون المنطقة يرى ان الخطر “الارهابي” مبالغ فيه.
ويعتقد بأن الولايات المتحدة تعمل من خلال برنامجها الحالي لمكافحة الارهاب في دول الساحل على تنفيذ جزء من خطة شاملة للسيطرة على القارة الافريقية في اطار صراعها التقليدي مع فرنسا، وفي اطار سياسة الهيمنة التي تنتهجها واشنطن منذ سنوات.
ويعزو بعضهم اهتمام الولايات المتحدة بموريتانيا الى الاكتشافات النفطية المهمة التي يتوقع ان يبدأ استغلال بعض حقولها السنة المقبلة.
وهناك انباء لم تتأكد رسمياً عن تعاون عسكري موريتاني ـ اميركي اوسع خارج خطة “بان ساحل”، ولم تتوافر الا معلومات ضئيلة عن بعض أوجه التعاون بين الجانبين خصوصاً في مجال التدريب ونزع الالغام.
وخارج الاهتمام الاميركي باكتشافات نفطية وصفت لدى اعلانها بأنها مهمة، قد يشجع موقع موريتانيا الاميركيين على اتخاذها نقطة ارتكاز في خططهم للسيطرة.
ومهما كان الأمر فإن الحكومة الموريتانية في حاجة الى دعم قواتها المسلحة في مناطق الحدود مع الجزائر ومالي خصوصاً في ضوء الاشاعات التي تتحدث عن لجوء قادة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في حزيران يونيو الماضي الى تلك المناطق. وربما كان لوجود خبراء عسكريين اميركيين اهمية بالغة لدى الحكومة الموريتانية التي يعتقد بأنها في حاجة الى المظلة الاميركية بعد طرد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع الخبراء العسكريين الفرنسيين العام 1997، اثر ازمة سياسية فجرها اعتقال السلطات القضائية الفرنسية ضابطاً موريتانياً بتهمة تعذيب موريتانيين سود خلال الفترة العسكرية من حكم الرئيس الطايع، وذلك بعد غضب اميركي على نواكشوط لدعمها الغزو العراقي للكويت.
وبذلت الحكومة الموريتانية جهوداً متواصلة من اجل تحسين العلاقات مع واشنطن، واتخذت جملة من الاجراءات التي قوبلت في الشارع الموريتاني بالاستهجان منها قطع العلاقات مع العراق في عهد الرئيس صدام حسين واقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل ومطاردة الاسلاميين الموريتانيين الذين اتخذوا من المنحى الجديد للنظام موضوعاً لحملات ضده في المساجد والمنابر المختلفة.
واذا كان تحسن العلاقات مع الاميركان سهل مهمة المفاوض الموريتاني مع المؤسسات المالية للدولة، وأسكت المسؤولين الاميركيين عن المطالبة بفتح ملفات حقوق الانسان خلال الفترة الاستثنائية فانه لم يتجسد في تعاون اقتصادي او دعم مالي تعتبر موريتانيا اكثر حاجة اليه من أي وقت مضى.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 17/1/2004
تاريخ النشر (هـ): 25/11/1424
منشأ: نواكشوط
رقم العدد: 14905
الباب/ الصفحة: 6 – السياسية