نواكشوط : الخلافات تعصف بحزب ولد داداه مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ والمحكمة تحظر ثاني أحزاب المعارضة
نواكشوط – من الشيخ بكاي- فيما أكدت المحكمة العليا الموريتانية قراراً بحظر “حزب العمل من أجل التغيير”، ثاني أكبر أحزاب المعارضة، خرج ممثلو ثلاث مجموعات من بين خمس يتشكل منها حزب المعارضة الرئيسي “تكتل القوى الديموقراطية” على رئيس الحزب السيد أحمد ولد داداه واتهموه بـ”انحرافات خطيرة تهدد وحدة الحزب ومستقبله السياسي”.
وتأتي الخلافات على خلفية انتخابات لتجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ لا يبدو ان المعارضة ستحقق فيها أي نصر.
وسيتنافس في هذه الانتخابات المقررة في 12 نيسان ابريل المقبل، 31 قائمة تمثل سبعة أحزاب. وتأتي الانتخابات في حين قطعت المحكمة العليا في نواكشوط طريق الأمل على قيادات “حزب العمل من أجل التغيير” بتأكيد شرعية قرار الحظر الذي اتخذته الحكومة قبل شهرين بتهمة التحريض على العنف وتهديد الأمن العام.
وقد ابرزت هذه الانتخابات الى السطح الخلافات العميقة بين زعيم “تكتل القوى الديموقراطية” ولد داداه وبين العديد من قادة حزبه.
وبرزت الخلافات عندما عيّن ولد داداه مرشحين لعضوية مجلس الشيوخ من المقربين منه واستبعد شخصيات مهمة من بينها جوب مامادو، نائب الرئيس وهو سياسي أسود بارز. إلا ان موضوع المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ ليس إلا السبب المباشر، أما الأسباب الحقيقية فقد لخّصها بيان أصدره ممثلون لثلاث مجموعات من أصل خمسة يتشكل منها الحزب. وأشار البيان الى “الانحراف الخطير في اسلوب قيادة الحزب، ذلك الاسلوب الذي اصبح يهدد وحدته وانسجامه ومستقبله السياسي”.
وأضاف البيان الذي وقعه اعضاء في اللجنة التنفيذية يمثّلون تيارات فكرية وسياسية في الحزب، انه “منذ بعض الوقت لم تعد القرارات محل تشاور مع المسؤولين والمجموعات والهيئات القيادية”. وذكر ما وصفه بالتفرد في القرارات الخاصة بانتخابات تشرين الاول اكتوبر في نواذيبو ونواكشوط و”تعيين نواب الرئيس واعضاء اللجنة التنفيذية، مع تجاهل التوازنات داخل الحزب. والآن قضية المرشحين لمجلس الشيوخ”.
وزاد البيان: “لقد اصبحنا ندرك ان الرئيس أخذ لنفسه حق اتخاذ القرارات، جاعلاً قيادة الحزب أمام خيارين أحلاهما مر:
إما الرضوخ للقرارات الفردية او تفكيك وحدة الحزب”. وحمّل البيان ولد داداه “مسؤولية النتائج السلبية التي قد تنجم عن التمادي في اسلوب التسيير المتّبع”.
ويتشكل “تكتل القوى الديموقراطية” من خمس مجموعات هي “المستقلون” جماعة ولد داداه والناصريون والسود والاسلاميون وحركة “الحر” التي تدافع عن “الحراطين” وهم عرب سمر تعود أصولهم الى عهود الرق.
ولم يبق مع ولد داداه إلا جماعة الاسلاميين ومجموعة “المستقلين” التي خرج عليها سبعة من أبرز قادتها بينهم السادة أحمد ولد الافضل وعبدالقادر ولد حماد.
وكانت السلطات حظرت قبل عام حزب “اتحاد القوى الديموقراطية” الذي ولد الحزب الحالي من رحمه بعد تقدم بعض قياداته بطلب ترخيص سمح بموجبه بتأسيس “تكتل القوى الديموقراطية” الحالي الذي انضم اليه ولد داداه في ما بعد.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 14/3/2002
تاريخ النشر (هـ): 29/12/1422
منشأ:منشأ
رقم العدد: 14238
الباب/ الصفحة: 5