موريتانيا :”اتحاد القوى” يواجه صعوبات الحظر وخلافات قيادته
نواكشوط-الشيخ بكاي – قال مسؤول العلاقات الخارجية في حزب “اتحاد القوى الديموقراطية” المحظور أحمد ولد الأفضل لـ”الحياة” انه سيتم “الحسم” خلال فترة وجيزة، في الخيارات الأساسية التي يواجهها الحزب في ضوء حظره. ويرأس ولد الأفضل لجنة كلفتها المجموعة بإعداد تقرير يتضمن الخيارات المناسبة في ضوء تصديق المحكمة الإدارية في نواكشوط على قرار اتخذته السلطات في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بحظر هذا التجمع الذي يعتبر القوة المعارضة الرئيسية في البلاد والذي يقوده أحمد ولد داداه. وقالت السلطات آنذاك، ان الحزب يحرض على العنف، ويدفع البلاد الى القلاقل.
وأوضح ولد الأفضل انه “سيتم اعتماد الخيار المناسب الذي يضمن وحدة الحزب واستمرار النضال من أجل الديموقراطية وحقوق الانسان”.
وتتحدث الأنباء عن خلافات حادة بين ولد داداه وعدد من القادة. وقالت صحف محلية ان احدى المجموعات بقيادة الموريتاني الأسود جيوب مامادو عضو اللجنة التنفيذية، دعت الى اجتماع في غياب ولد داداه، من أجل البت في تشكيل حزب جديد. واتهمت جهات أخرى في الحزب هذه المجموعة بالانتهازية، والتقرب من نظام الحكم. لكن مامادو نفى أن يكون لديه أي اتجاه خارج إجماع الحزب. ووصف ولد الأفضل تلك الأنباء بأنها “مجرد تشويش”. وقال ان الحزب موحد.
وتتوزع الآراء داخل “اتحاد القوى” على فكرتين: الأولى تشكيل حزب سياسي بديل، والثانية الاستمرار في تحدي حظر السلطات للحزب.
ويعتقد مراقبون بأن “اتحاد القوى” الذي كان العمود الفقري لأحزاب المعارضة واقع في ورطة حقيقية. فتشكيل حزب بديل معروف سلفاً أنه سيقابل بالرفض الرسمي، خصوصاً إذا كان ولد داداه ضمن المؤسسين. ذلك ان الأخير ربما كان المقصود بقرار الحظر. وهناك نية حقيقية في إبعاده نهائياً من الساحة السياسية بسبب لغته الحادة وعدم تورعه عن اطلاق كل النعوت الجارحة في شأن الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع، وتزايد الاهتمام الدولي والمحلي به، خصوصاً بعد قرار حل الحزب، والاعتقالات المتكررة التي تعرض لها الرجل، اضافة الى ارتباط اسمه واسم حزبه بمعارضة التطبيع مع اسرائيل على رغم انه لم يكن قط قومياً. بل ان الفترة الأولى من نشاطه السياسي في نهاية التسعينات، اتسمت بمعارضة التوجهات العروبية في البلد، والتركيز أكثر على شؤون الأقليات العرقية الافريقية.
ويستبعد مراقبون أن تسمح السلطات بتشكيل حزب تضم قائمة مؤسسيه اسم ولد داداه. وهذا ربما ما يدركه بعض قادة “اتحاد القوى” الذين قيل انهم يعملون على الابتعاد عن زعيم الحزب.
أما الدعوة الى الاستمرار في تحدي قرار الحظر فتصطدم بجملة من المعوقات يأتي في مقدمها انعدام الغطاء الذي يمكن من خلاله أن يواصل الحزب مسيرته. وذلك بعد رفض أهم الأعضاء في تحالف أحزاب المعارضة الاستمرار في إيواء حزب غير شرعي. فقد أعلن زعيم حزب “العمل من أجل التغيير” مسعود ولد بلخير صراحة انه لن يتعامل إلا مع الأحزاب المشروعة قانوناً. وقال ان عضوية “اتحاد القوى” في الجبهة سقطت بحله. ويعتبر حزب مسعود أهم تشكيلات المعارضة بعد “اتحاد القوى”. وقد انضم إليه في شق عصا الطاعة على ولد داداه رئيس “الجبهة الشعبية” الشبيه ماء العينين الذي قال انه سيشارك في الانتخابات الاشتراعية والبلدية المقبلة. ولم يبق في صف ولد داداه إلا حزب واحد هو “التحالف الشعبي التقدمي” الناصري ومجموعة “الطليعة الوطنية” البعثي، وهو مثل “اتحاد القوى” حزب غير شرعي حظرته السلطات العام 1999، لكنه استفاد من غطاء “جبهة أحزاب المعارضة” قبل انفراط عقدها.
الحياة اللندنية- 21 فبراير 2001
104 تعليقات