موريتانيا: انتخابات ناحجة، واحلام خائبة بالرخاء
الشيخ بكاي – بي بي سي- نواكشوط
يغرب عام 2006 عن هذه الزاوية القصية من العالم العربي وفي حقيبته شهادة حسن سلوك في تنظيم الإنتخابات، وأحلام خائبة بالرخاء، ورزمة وثائق سلم بموجبها “عهدة” ثقيلة لخلفه عام 2007.
سبق العام الراحل صيته السياسي الكبير، وأحلامه الوردية، وتوقعات خائبة بأن يتخم النفط جيوب الفقراء.
وكانت أهم النقاط علي أجندته تتلخص في تنظيم انتخابات تشريعية وبلدية نزيهة، إستغلال الثروة النفطية ، توزيع العائد النفطي بعدالة، وصيانة المال العام.
نظمت الإنتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، وكانت نزيهة بشهادة من تابعوها، وإن ثار قبلها بقليل سؤال كبير لم يجد ردا؛ يتعلق بمن كان وراء تشتيت الحزب الجمهوري الذي كان يحكم في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع الذي تم اقصائه في أغسطس/آب 2005 في تحرك بقيادة العقيد علي ولد محمد فال.
فقبل تلك الانتخابات بأقل من شهرين كان الحزب متماسكا قويا، لكن انسحب منه فجأة معظم من كانوا يشكلون الثقل فيه، وخاضوا الانتخابات مستقلين ليكونوا أهم القوي الموجودة الآن في الجمعية الوطنية وفي المجالس البلدية.
اسفرت الانتخابات عن نجاح ملحوظ للمستقلين
|
وقد اتهمت أحزاب سياسية – في حينه – المجلس العسكري الحاكم بأنه الفاعل مشيرة إلي أنه إما أراد ألا يعود الحزب الجمهوري عبر الإنتخابات قويا كما كان، أو أنه يعد للتأثير في استحقاق سياسي أهم عبر خلق قوي سياسية جديدة.
وقد نفي المجلس تلك التهمة معززا موقفه بحياد كامل إزاء العملية الانتخابية أخرس الجميع، ليطوي السؤال في جيب العام الراحل ضمن أسئلة أخري مؤجلة منها محاربة الفساد، وصيانة المال العام.
تصدير النفط
وكما وعد عام 2006 دخلت موريتانيا نادي الدول المصدرة للنفط. وصدرت نفطها وسط زغاريد الفقراء والوسطاء والحالمين، لكن هذا الراحل لم ينتصف حتي انكسرت أصوات المهللين وخبت. ولم تفلح في رفعها مجددا زيادات في الأجور منحتها الحكومة.
يستلم العام الجديد من سلفه “عهدة” ثقيلة منها تنظيم انتخابات رئاسية تنهي حكم العسكر، ويختار فيها الموريتانيون بحرية من يحكمهم للمرة الأولي منذ الإستقلال عن فرنسا عام 1960 .
وليس الأمر بالسهل في بلد تعود أن يساق إلي حيث يريد الحاكم. وهي الإنتخابات التي يفترض أن تفرز نظاما محكوما بالقانون وممنوعا من استخدام صولجان الحكم في كبت ما ظل مطمورا من واقع بلد متعدد الأعراق، متشعب القبائل.
ومن هذه “العهدة” أيضا ملفات خطرة فتحها عام 2006 ولم يقدم لها علاجا؛ وفي طليعتها ما يقول الموريتانيون السود إنه مذابح وعمليات طرد وترحيل قام بها النظام السابق ضد أبناء الأقلية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
سرق العام 2006 ثلاثمائة وستين يوما من عمر كل موريتاني؟ طوي أحلام البعض.. حقق للبعض أحلاما.. ترك للبعض خطوطا بيضاء في مقدم الرأس وبعض التجاعيد.. و طبع علي وجوه الكل سؤالا حائرا هو: إلي أين نسير؟.
93 تعليقات