لا طابع سياسياً لرجوع الرئيس الأول لموريتانيا بعد نفي 23 عاماً
وبدا أ ف ب الرئيس السابق 80 سنة ضعيفاً وكان يمشي بصعوبة عندما نزل من الطائرة التي اقلته من فرنسا مع زوجته واحد ابنائه. ولم يدل بأي تصريح ولم يتوقف في قاعة الشرف الا قليلاً. وتجمع نحو 300 شخص امام المطار للترحيب به ورافقت سيارته عشرات السيارات وقد اطلقت منبهاتها ترحيبا به على طول الطريق الى منزله.
وغادر ولد داداه بلاده قبل 23 عاماً بعدما انقلب عليه ضـباط جيشه في العام 1978.
وهو كان رفض قبل عام اقتراحاً من الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع للعودة والاستفادة من الامتيازات الممنوحة للرؤساء السابقين، واشترط استقالة ولد الطايع وتنظيم انتخابات نزيهة. ولا يعتقد أن عودته الآن تكتسي طابعاً سياسياً، فهو في ما تقول أسرته يريد أن يقضي بقية أيامه في بلده.
وقاد ولد داداه أول حكومة موريتانية قبل الاستقلال الكامل في العام 1957 حين عين رئيساً لحكومة الاستقلال الداخلي. وفي العام 1960 نالت موريتانيا استقلالها الكامل ليكون أول رئيس للجمهورية.
وواجهت موريتانيا في السنوات الأولى للاستقلال مشكلة الوحدة الوطنية، والمطالبة المغربية بها. ووجد الرجل نفسه أمام غالبية عربية تسعى إلى ترسيخ هويتها، وأقلية افريقية ترتبط بجماعات عرقية وراء الحدود. وهو اعتمد اسلوب الحلول الوسط في شأن الصراع العرقي، وواجه المطالبة المغربية في المحافل الدولية وفي الداخل.
وبعد الاعتراف المغربي بموريتانيا في 1969، خطا ولد داداه خطوات جريئة على مستوى العلاقات مع فرنسا. فراجع الاتفاقات العسكرية والثقافية معها، وأمم شركة “ميفرما” التي كانت تسيطر على 80 في المئة من صادرات الحديد، وخرج من منطقة الفرنك الافريقي التي ترعاها فرنسا، وصك عملة وطنية هي “الاوقية”. وفي العام 1974 دخلت موريتانيا الجامعة العربية.
وفي السبعينات خطت موريتانيا خطوات مهمة على طريق الاستقلال الاقتصادي والثقافي عن فرنسا، لكنها اضطرت إلى التحول عن التركيز على القضايا المحلية حينما اقتسمت الصحراء مع المغرب في 1975. وساءت الأوضاع بسبب ضربات “بوليساريو” التي ركزت على موريتانيا دون المغرب على أسـاس أنها الحلقة الأضعف. وأدت حرب الصحراء إلى ســقوط نظام المخـتار ولد داداه حيث انقلب عليه ضباطه المنهكون بقيادة العقيد المصطفى ولد محمد السالك.
تعليق واحد