canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
أرشيف صحفيموضوعات رئيسية

مدن موريتانية تحتفل بدخول “عصر” الكهرباء والتلفزيون والهاتف

النعمة (موريتانيا) – من الشيخ بكاي             

 يتحول منزل ” أحمد ” كل مساء إلى قاعة عرض.. يغص البيت بعشرات الوجوه.. تمتلئ الباحة “ويركب” كثيرون سور المبنى. ويزداد الزحام مع اقتراب موعد المسلسل المدبلج “ستدفع الثمن ” الذي تبثه إحدى القنوات الفضائية العربية.  ويقع المنزل بالقرب من طبق فضائي ثبته أحدهم على سطح بيته في مدينة ” النعمة ” النائية الواقعة في أقصى الشرق الموريتاني.   وقال أحمد لـ” الحياة “: ” هذه هي الحال منذ أتيت من العاصمة بجهاز التلفزيون بعد إدخال الكهرباء إلى المدينة قبل عام “.   ويضيف : “في بعض الليالي أقرر عدم فتح الجهاز لكن ضغوط الزوار ترغمني على العدول عن القرار.. ” و “النعمة ” هي واحدة من إحدى عشرة مدينة وبلدة ريفية لم تعرف قط التلفزيون ولا الهاتف ويعود أول اتصال بينها والكهرباء إلى العام الماضي. وتعيش المدينة هذه الأيام أفراح اقتراب موعد دخولها عصر الفضاء، عبر مشروع كبير وضع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع حجره الأساس أخيرا. وسيغطي المشروع 11 عاصمة إقليمية بالبث التلفزيوني والإذاعي، وخدمات الهاتف والفاكس، ويستغرق إنجازه 14 شهرا. ويفضل مشروع “دومسات ” الذي يعتمد على القمر الصناعي العربي ” عربسات ” ستقام في كل من المدن المعنية محطة أرضية للاتصالات الفضائية مع مستقبلات إذاعية وتلفزية،مركز آلي للاتصالات التلفونية ومحطة إذاعية وتلفزيونية .

وحصلت موريتانيا على تمويل المشروع في تموز( يوليو ) 1989 من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي بمبلغ يقارب الـ 17 مليون دولار . وشكل المشروع موضوع تنافس شديد بين شركتي ” الكاتيل ” الفرنسية، و “هاريس” الاميركية. وتعرضت الحكومة الموريتانية لضغوط فرنسية وأمريكية بشأنه. وعلى رغم أن عرض الشركة الامريكية كان أرخص مالت الحكومة الموريتانية إلى التعاقد مع الشركة الفرنسية لأسباب سياسية، إلا أن الأميركيين استعانوا بالجهة الممولة التي تدخلت أخيرا لصالح “هاريس”.

ومع أن فكرة المشروع والحصول على تمويله تعود إلى ما قبل الفترة الديمقراطية من حكم الرئيس ولد الطايع إلا أن الرئيس أدرجه ضمن تعهداته في إطار البرنامج الإنتخابي الذي تقدم به في يناير (كانون الثاني) 1992. ويأتي الشروع في تنفيذ هذا المشروع بعد اكتمال آخر تم في إطاره إمداد 13 مدينة وبلدة ريفية بالماء والكهرباء. ومع أهمية الدور الاجتماعي لمشاريع من هذا النوع إلا أن المردود الاقتصادي في الأمد القريب يطرح على المسؤولين مشكلا لا تبدو حلوله في المتناول. فاستهلاك الكهرباء والهاتف ليس ضمن العادات الاستهلاكية لسكان الريف ويفضل البدوي الفقير أن يشرب ماء بئره المجاني على ماء الحنفية المتبوع بفاتورة ” الشركة الموريتانية للماء والكهرباء” .

وعمدت السلطات إلى إمداد المدن بالكهرباء ليلة واحدة في الأسبوع ولمدة ساعات، ومن ثم إلى فتح محطة الكهرباء على مدار الأسبوع من بداية المساء وحتى العاشرة ليلا. وفي الأيام الأخيرة زيدت الفترة إلى منتصف الليل. ولحد الآن يقطع الإمداد في النهار.   واعتبر سكان إحدى المدن الداخلية تمديد فترة الإمداد بالكهرباء إلى منتصف الليل استجابة لرغبة شخص مهم في المدينة يلتقط محطة بواسطة طبق فضائي ويتابع مسلسلا مدبلجا يستمر إلى منتصف الليل.

ويتلقى المشتركون خدمات الكهرباء بأسعار زهيدة جدا في انتظار خلق الحاجة إلى هذه الخدمة وتوسيع دائرة المستهلكين.. ويتوقع المسؤولون أن تتسع هذه الدائرة خاصة بعد أن يتجه السكان إلى ممارسة الحرف الصغيرة التي تعتمد على الكهرباء ويعود بعض المهاجرين من سكان المدن الريفية إلى مناطقهم للاستفادة من خدمات لم تكن موجودة حينما هاجروا، في فتح مشاريع صغيرة اضطرتهم الفترة “ما قبل الكهرباء والهاتف” إلى افتتاحها في المراكز الحضرية الكبيرة.. وتعمل السلطات على تشجيع أبناء الريف إلى العودة من خلال “هيئة الدمج ” التي تقدم لخريجي الجامعات تمويلات لمشاريع صغيرة تشترط عليهم إقامتها في مدنهم وبلداتهم الأصلية.

ولا يبدي الشيوخ حماسة كبيرة لدخول الشاشة الصغيرة منازلهم، وهم يدركون حجم التأثير الذي ستحدثه على الأخلاق العامة.. وقال أحد هؤلاء لـ”الحياة ” :”لا حاجة لنا إلى التلفزيون إذا كان عبارة عن هذه الوقاحة والكلام الفاحش اللذين يشاهدهما ويسمعهما الآباء والأولاد في بيت واحد، ويفسدان أخلاق بناتنا”، لكن لا يبدو أن هذه هي وجهة نظر “أحمد ” فهو من دون شك ينتظر بفارغ الصبر تعميم البث التلفزيوني ليخف الضغط عن بيته.

صحيفة “الحياة  ” اللندنية في 8 مايو 1995                              

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى