موريتانيا تقول إنها أحبطت محاولة انقلابية من بين مدبريها قائد الحرس الرئاسي ومساعد مدير الديوان العسكري
تقرير من الشيخ بكاي بتاريخ 29/10/1987
أعلنت الحكومة الموريتانية اليوم أنها أحبطت يوم الخميس الماضي مؤامرة استهدفت قلب نظام الحكم.
وقال بيان رسمي إن من بين مدبري المحاولة قائد الحرس الرئاسي ومساعد مدير الديوان العسكري لرئيس الدولة معاوية ولد الطايع.
وتقول مصادر غير رسمية إن المتورطين المفترضين ينتمون إلى المجموعة الزنجية في البلاد..
إليكم التفاصيل من مندوبنا في نواكشوط الشيخ بكاي في الرسالة الصوتية التالية:
نص الرسالة:
قال البيان المقتضب الذي قرأه العقيد جبريل ولد عبد الله وزير الداخلية إنه تم يوم الخميس الماضي إحباط مؤامرة أكد أنها لو لم تحبط لكانت النتائج خطرة في صفوف الجيش والمدنيين الآمنين على السواء، وذلك بالنظر إلى ما وصفه بطابع المغامرة واللامسؤولية الذي طبع منهج المخططين لهذه المؤامرة ونياتهم حسب تعبيره.
وركز البيان على الإشارة إلى الثقة التي كان يحظى بها مديرو الانقلاب فقد كان من بينهم قائد فرقة حرس رئيس الدولة والمدير المساعد لديوانه العسكري والضابط المناوب في قيادة أركان الجيش..
وأضاف البيان أنه تم اعتقال كل أعضاء المجموعة مشيرا إلى أنه سيبقى النظام مصانا وكذا الهدوء وأمن المواطن مهما كان الثمن حسب تعبيره.
ولم يعط البيان تفاصيل أخرى، إلا أن روايات غير رسمية ذكرت أن مدبري المحاولة ينتمون إلى جماعة “الهالبولار” ، وهي إحدى ثلاث مجموعات تشكل الأقلية الأفريقية في موريتانيا، وقالت هذه الروايات إن عدد الذين تم اعتقالهم مرتقع من دون تقديم أرقام.
ويقال في نواكشوط إنه كان ضمن خطتهم اغتيال رئيس الدولة ولد الطايع ومودعيه في المطار، وهو في طريقه إلى العاصمة المالية لحضور قمة رؤساء الدول الأعضاء في منظمة استثمار نهر السنغال التي اختتمت اعمالها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقد استقبلت أنباء المحاولة بالاستهجان في الأوساط الأفريقية، وبالدهشة لدى السكان العرب.
وينظر البعض إلى الاحداث على أنها أكثر من محاولة لقلب نظام الحكم، حيث ذكر أنه كان مخططا لها أن تكون دموية، وهي مسألة تبدو غريبة في بلد يتندر أهله بالقول إن الانقلابات يخطط لها في جلسات شاي، وتنفذ عبر بيان في الإذاعة. وعرفت موريتانيا الانقلابات منذ العام 1978، حيث أطاح الجيش بأول رئيس للبلاد في انقلاب أبيض، تلته انقلابات ومحاولات خلت من العنف.
وهناك أيضا الطابع العرقي فأعضاء المجموعة – فيمايبدو- ينتمون إلى مجموعة عرقية واحدة، وهو أمر جديد.
وظلت أنظمة الحكم التي تعاقبت على البلاد منذ استقلالها مطلع الستينات تعامل المجموعة الأفريقية انطلاقا من ما يصفه البعض بعقدة الأكثرية معاملة فيها الكثير من تحاشي ما يمكن أن يثير حساسيتها بصفتها أقلية.
وفي العام الماضي قامت جماعة اطلقت على نفسها “جبهة تحرير الأفارقة السود في موريتانيا” بأعمال وصفت بأنها شغب وتخريب في مناطق متفرقة في البلاد، ووزعت قبل ذلك منشورات ووثائق تدعو إلى الكفاح المسلح ضد ما سمته “نظام البظان” أي العرب، وتطالب ضمن أمور أخرى بأن يكون رئيس الدولة من السود. كما وزعت منشورات تدعو إلى طرد العرب من البلاد، وتعتبرهم غزاة.
وقد صدرت أحكام بالسجن ضد أفراد هذه المجموعة لمدد تتراوح بين ستة شهور إلى خمس سنوات.
وعلى أية حال يبقى السؤال الأهم -بعد المحاولة التي تصفها السلطات بالخطرة- كيف سيتعامل العقيد الطايع مع وضعية شائكة ربما لم تكن ضمن المتوقع.
.