تنفيذ حكم الاعدام في ثلاثة ضباط موريتانيين زنوج دينوا بمحاولة قلب نظام الحكم
أ16/12/1987
أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط أمس عن تنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة ضباط موريتانيين كانت محكمة قد أصدرت ضدهم أحكاما بالإعدام يوم الخميس الماضي لمحاولتهم قلب نظام الحكم مع واحد وأربعين آخرين صدرت ضدهم أحكام تراوحت بين الحبس غير النافذ خمس سنوات والسجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة المؤبدة. وينتمي كل هؤلاء إلى إحدى مجموعات الأقلية الآفريقية.
التفاصيل مع مندوبنا في نواكشوط الشيخ بكاي في الرسالة الصوتية التالية:
نص الرسالة:
أعدم الضباط الثلاثة وهم باصيدي وسي صيدو وصار آمدو فجر يوم أمس، وقيل إنهم قبل ذلك قدموا التماسا للعفو إلى رئيس الدولة. وكان هؤلاء الضباط ضمن واحد وخمسين شخصا أصدرت محكمة في نواكشوط منذ ثلاثة أيام ضد واحد وأربعين منهم أحكاما تراوحت بين الحبس غير النافذ والسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة وبرأت سبعة.
وقد اعتقلت المجموعة التي بدا أنها تنتمي إلى تنظيم عسكري في شهر أكتوبر الماضي بوقت قصير قبل تنفيذها خطة لقلب نظام الحكم.
وتقول الأوساط المقربة من الحكومة إن ما صدر من أحكام كان تطبيقا للقانون المفعول به.. وفي الواقع كانت المحاكمة خاضعة للنصوص وفق تصريحات المحامين.
ولا تلقى عقوبة الاعدام القبول في موريتانيا، ويقول مراقبون في نواكشوط إن عدم استعمال رئيس الدولة لحقه في العفو عائد إلى شعور السلطات بخطورة أن يشجع جو التسامح مغامرات جديدة؛ ينضاف إلى ذلك أن مديري محاولة أكتوبر انطلقوا – طبقا لما قيل – من انتمائهم لإحدى الأقليات، وهي الهالبولار.
وبدأ البعض من أبناء “الهالبولار” منذ فترة في الاعراب عن استيائهم مما يصفونه بهيمنة تمارسها الغالبية العربية في البلاد.. وتقول عناصر يصفها خصومها بأنها الأكثر تطرفا إنه ينبغي وقف العمل باللغة العربية حتى تصل ترسيم اللغات الافريقية ، و قبل ذلك ترى هذه العناصر ضرورة الاحتفاظ باللغة الفرنسية لغة عمل وتدريس للكل.
لكن أوساطا أخرى مقربة من السلطات تقول إنه ليس واردا الحديث عن هيمنة فئة على أخرى لأن الموريتانيين متساوون في الفرص بغض النظر عن الانتماء العرقي . وترى هذه الأوساط أن حل المشكل الثقافي ينبغي أن يكون من خلال تدريس اللغات الافريقية، واستخدامها في الادارة إلى جانب اللغة العربية.. وتشير هذه الاوساط إلى إنشاء معهد يعنى بتطويرها وبدأ منذ فترة في تدريسها. أما اللغة الفرنسية فهي – طبقا لهذه الأوساط- لغة أجنبية وينبغي أن تعامل على هذا الأساس.
وفي الواقع ما تزال الفرنسية مستخدمة بشكل واسع في الإدارة ولا يتوقع التخلص منها في الأجل القريب.
ويتألف سكان موريتانيا من العرب والأفارقة الذين ينقسمون إلى مجموعات هي الهال بولار والسونونكي والوولوف وكانت نسبة الأفارقة قليلة خلال الستينيات إلا أن جملة عوامل ساعدت في رفعها حيث تصل الآن طبقا لبعض الاحصائيات سبعة عشر في المائة.