تعذيب نساء موريتانيات بأيدي الشرطة
نواكشوط- الشيخ بكاي- (أرشيف)- كشفت الفتاة الموريتانية المحتشمة أجزاء حمراء في ذراعها اليمنى وأعادت “الكم” الطويل المنساب حتى معصم اليد الى مكانه وهي تتلوى ألماً وقالت لـ “الحياة”: “أكلت سياط الشرطة جسمي كله ولولا الشرع لأريتك المزيد”.
والفتاة واحدة نحو خمسين امرأة تظاهرن مع أخريات لأيام متتالية احتجاجاً على اعتقال زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه واثنين من زملائه أخيراً.
وتوزع النــساء اللواتي شــكلن ما أطلقن عليه “تجمع ضحايا الشرطة”، ملفاً يحـتوي رســالة الى وزير الداخلية، تطلبن فـيها معاقبة المسؤولين عن تعذيبهن، ويتضـمن الملف شهادات طبية تثبت تعرضهن للــضرب المبرح، وتخـاطب الرسالة وزير الداخــلية: “قمنا فقط بالتعبير علنــاً عن الاحتــجاج على الاعـتقال العشوائي لزعمائنا وهذا ما سنواصل فعله … لكن هذا لا يشرع للشرطة سلوكها الذي يهدد السلام الاجتماعي”.
شهادات:
ورداً على سؤال لـ”الحياة”، رفضت “ادارة الشؤون السياسية والحريات” في وزارة الداخلية الموريتانية التعليق على الموضوع، لكن عرض بعض الشهادات الطبية الصادرة عن الدكتورة شريف يعطي فكرة.
تقول احدى هذه الشهادات، وهي خاصة بالسيدة فاطمة مباركه بنت المختار: “فحصت المعنية وهي تشكو أوراماً تحت الكتف اليمنى، وأوراماً على الورك الأيمن ورضوضاً على الفخذ، وأدت هذه الجروح الى عجز كامل لفترة ستة أيام”.
وتتشابه إصابات النساء الخمسين وتراوح فترات العجز الكامل الناتج عن الضرب، استناداً الى الشهادات بين يوم وسنة.
ولا تضرب المرأة في المجتمع الموريتاني وتُلصق الفضيحة بالرجل الذي يضربها. وفي بعض القبائل الموريتانية ترد شهادة الزوج الذي يضرب زوجته لأنه “لا يهين المرأة إلا لئيم”.
ويُعتقد ان السلطات ربما أولت الموضوع اهتماماً لتعلقه بالنساء من جهة، ولأن العقاب البدني يعتبر خرقاً صارخاً للدستور من جهة أخرى.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 31/12/1998
تاريخ النشر (هـ): 13/9/1419
منشأ:
رقم العدد: 13084
الباب/ الصفحة: 3