النفط سلعة ليست كالسلع الأخرى لأنها لا تتجدد مثل السلع الزراعية لذا فإن نضوبه حقيقة لا تقبل الجدل بغض النظر عن حجم الاحتياط النفطي الموجود في باطن الأرض اليوم. ولم تكن هذه المشكلة مهمة في الستينات لأن شركات النفط كانت تعلن بين الوقت والآخر اكتشاف مكامن نفطية ضخمة تعوّض النزف الهائل. ثم تغير الوضع في الثمانينات وبدأت صناعة النفط تعتقد أن زمن اكتشاف الحقول العملاقة مثل الموجودة في السعودية والعراق انتهى فيما بدأت تكاليف التنقيب في الارتفاع بصورة كبيرة. وسيستمر ارتفاع تكاليف الاستخراج حتى من هذه الحقول العملاقة لأن التدفق النفطي أسهل بكثير في المراحل الأولى منه في المراحل التالية عندما يتخطى الحقل منتصف عمره الإنتاجي
.
وللبروفيسور مايكل كلير الأستاذ في كلية هامبشير الأميركية كتابان مهمان عن الطاقة. الأول ”النفط والدم: مخاطر ومضاعفات تزايد الاعتماد الأميركي على النفط المستورد“، والثاني ”حروب المصادر الطبيعية: الخارطة الجديدة للنزاع العالمي“. [1]وفي المكتبات مئات الكتب عن الطاقة إلا أن البروفيسور كلير يركز على ناحية لم تلق لدى الآخرين الاهتمام نفسه وهي مضاعفات الفرق الكبير بين استخراج النفط ”السهل“ والنفط ”الصعب“. ويعني هذا أن اهتمام دولة مثل أميركا بأمن الطاقة لا ينحصر فقط بمناطق مكامن النفط أياً كان موطنها بل بمكامن النفط السهل الاستخراج وأهمها على الإطلاق المكامن السعودية والعراقية خصوصاً الأخيرة لأن وسطي تكاليف إنتاج النفط في العراق 50 سنتاً للبرميل. لكن تكاليف الإنتاج ليست سوى صفة واحدة من مواصفات النفط السهل ويشمل غيرها: وجود النفط في مكامن قريبة من السطح لتسهيل استخراجه، ضخامة مكامنه، وجوده في أماكن يسهل تصديره منها، واتسام هذه المكامن بالأمن
.
ويجادل كلير في كتابيه وفي محاضراته بأن انتقال الإنتاج النفطي من المرحلة السهلة إلى المرحلة الصعبة سيواكبه الانتقال إلى وضع منافسة دولية على المكامن النفطية تتسم بحدة أشد من حدتها السابقة، وسيفرز مضاعفات جغرافية ــ سياسية ستتزايد حدتها بتزايد الاقتراب من مرحلة الإنتاج الصعب
.
نحن الآن، في رأي البروفسور كلير، والعشرات من خبراء الطاقة، في هذه المرحلة، فيما يعتقد العشرات غيرهم بأننا لسنا بعيدين عن الوصول إلى هذه المرحلة.
وأشرنا إلى دولتين ينطبق عليهما وصف دول الإنتاج السهل. أما الدول الأخرى فهي: إيران، الكويت، الإمارات، أنغولا، نيجيريا، ليبيا، الجزائر، السودان، روسيا، كازاخستان، أذربيجان وفنزويلا. وخارج هذه الدول لا يوجد، في رأي البروفيسور كلير، سوى تسعة بالمئة من النفط السهل في العالم كله. ويعني هذا أن ثلاثة أرباع النفط السهل موجود إما في الدول الإسلامية، أو في دول خارج نطاق السيطرة الأميركية مثل روسيا، أو في دول مناهضة للسياسات الخارجية الأميركية، مثل فنزويلا، أو في دول تعاني من مشاكل كثيرة مثل أنغولا. (2)
والمشكلة الأكبر التي تواجهها أميركا، فيما تخوض أول حرب بترودولارية ذات الجانب النفطي المهم في العراق، ليست الإسلام بل وجود المسلمين المصممين على اعتراض طريقها إلى أهم مكامن الطاقة في العالم. ولا يعني هذا أن المقاومة كانت ستكون أقل حدة لو وجد الفيتناميون البوذيون، مثلاً، أنفسهم في وضع مأساوي مشابه فكل ما في الأمر أن الأهداف المتصلة بالطاقة التي تريدها أميركا موجودة في بلاد المسلمين، وهم لا يقاومون أميركا لأنهم مسلمون فقط بل لأنهم لا يريدون تسليم قرار الطاقة إلى أميركا. ولا يعتقد ملايين المسلمين الواعين لتميز حضارتهم الإسلامية أن أميركا دولة قادرة على الإضافة إلى الكم الأخلاقي والإنساني الهائل الموجود في الحضارة الإسلامية. وكثيرون أيضاً لا يريدون أن تُملي عليهم دولة ظالمة قدرهم أو أن تضعهم في مأزق شبيه بمأزق اليابانيين الذين يجدون أنفسهم بعد 63 عاماً من انتهاء الحرب مع أميركا يعيشون وضعاً قريباً من الاحتلال بوجود أكثر من 90 قاعدة أميركية و50 ألف جندي تنفق طوكيو على وجودهم أكثر من ملياري دولار في السنة
.
وبما أن معظم الدول الإسلامية دول منتجة للطاقة أو دول تجاور الدول المنتجة أو دول اكتشفت النفط والغاز وتنتظر تطوير مكامنهما، أو دول تقع على تقاطع إمدادات النفط والغاز، أو نقاط عبور لهذه الإمدادات فإن الدولة الوحيدة التي يمكن استثناؤها من 57 بلداً مسلماً في العالم يمكن اعتبارها ضمن مرمى الهدف الأميركي الحالي أو الأهداف المحتملة في المستقبل هي جمهورية القمر المتحدة، بل ربما أمكن ضم حتى هذه الدولة الصغيرة إلى الدول الإسلامية الباقية بعدما لفت خبير نفطي انتباهي إلى أن بعض ناقلات النفط العملاقة تبحر على مقربة من مياهها الإقليمية. وفيما يرى المسلمون في بلادهم المساجد والمآذن فإن صناعة النفط ترى فيها منصات حقول النفط والغاز الطبيعي ومثلها الإدارات الأميركية التي دعمت دائماً هذه الصناعة واستخدمت الطاقة الرخيصة للخروج من تحت أنقاض حروبها الكونية، وساهم ذلك مساهمة معتبرة في تحقيق الرخاء الذي رفع الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية إلى المرتبة التي تحتلها الآن
.
والفرق بين أهداف الحروب كلها يكمن في معظم الحالات في طريقة تغليف الأهداف وعرضها على الرأي العام. لهذا رأى العالم معظم الحروب الاستعمارية حروباً لا أخلاقية لأن هدفها صريح هو نهب ثروات الدول المستعمرة. لكن التسويق في بلد مثل الولايات المتحدة صناعة قائمة بذاتها وأحياناً لذاتها، ومن الطبيعي أن تلجأ الحكومات إلى عباقرة ماديسون أفنيو لتسويق هذه الأهداف محلياً وعالمياً. وحققت الولايات المتحدة النتائج نفسها التي حققتها دول استعمارية عريقة مثل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا، وربما نتائج أكبر بكثير، لكن من دون اللجوء إلى الفجاجة أو التسويق الذي يعتمد على الفطرة، أي التسويق الصريح. ووضع اثنان من مؤسسي شركة ”كوبرنيكوس“ الأميركية للتسويق والاستشارات والأبحاث هما كيفن كلانسي وبيتر كريغ كتاباً يسلط الضوء على هذه الناحية المهمة من التسويق الذي لا يعتمد على المهارات الفطرية، والتركيز في حالات بعينها على شيء لا يمكن رؤيته أو الاحساس به. ويضرب الكاتبان مثالاً على ذلك بـ”الرؤية“ لكن الاستنتاج الذي يتوصلان إليه خطير وهو أن ”انعدام وجود الرؤية يؤدي إلى انعدام وجود الشركة التي لا تملك هذه الرؤية“.( 3)
ومن شروط الرؤية قابليتها للتحقيق. وعندما يخاطب الرئيس بوش الأميركيين بالقول: ”نريد أن ننهي التسلط في عالمنا“ فهذه ليست رؤية بل دجل ما لم يكن يعني إنهاء التسلط الأميركي، لكنه يخدّر الأميركيين بإعطائهم الشعور بأنهم يتحركون في العالم من أجل تحقيق هدف نبيل هو إنهاء التسلط أو نتائج إنهاء هذا التسلط وهي الحرية والديمقراطية الخ، لذا حمل غزو أفغانستان اسماً تسويقياً مناسباً هو ”عملية الحرية المستديمة“ فيما حمل غزو العراق اسماً مماثلاً هو ”عملية الحرية العراقية“. وبفضل هذا النوع من التسويق التهريجي يتوهّم ملايين الأميركيين بأنهم يسعون فعلاً إلى تحقيق أهداف نبيلة، وإذا قتل مليون إنسان أو خمسة ملايين إنسان من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل ”فهذا مؤسف لكن الناس يُقتلون في الحرب“.
ويعرف العالم أن ما يقوله بوش ومعظم المسؤولين الأميركيين الآخرين من كلا الحزبين اللذين يتناوبان حكم أميركا عن الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان أغلفة تسويقية لأهداف جد دنيوية مثل النفط في الخليج والنحاس في إندونيسيا والمطاط في الفلبين وغيرها من المواد الأولية التي تتطلبها الشركات الأميركية. وفي أميركا ملايين الأذكياء لذا يحق للمرء أن يتساءل إن كان الهدف من ترديد ما يرددونه هو استغباء الناس أم أنهم يعتقدون فعلاً بصدق ما يقولونه. وقالت حكومة بوش منذ أول أيام غزو أفغانستان إنها أفردت لإعمار البلاد مخصصات مالية هائلة لكن الشعب الأفغاني لا يزال من أكثر شعوب العالم فقراً. ولا تزال آثار التدمير الذي خلفته القوات السوفيتية ظاهرة في كل مكان لكن آثار التدمير الجديد الذي خلفه الطيران الأميركي غير بعيد عنها. ولا يزال الأفغان يتذكرون وعد بوش بجلب الحرية إليهم لكنهم لا يرون في الوجود الأميركي إلا الاستعمار الذي عرفوه في الزمن الماضي
.
إن الهدف من كل ما يقوله شخص مثل بوش هو إقناع الأميركيين بالموافقة على منحه الصلاحيات التي يريدها لشن الحرب، وعندما يحصل على هذه الموافقة من الكونغرس، كما حدث في شأن غزو أفغانستان مثلاً، فإنه مطلق الصلاحية تقريباً في إدارة الحرب كما يشاء. لكن بوش حصل على كل ما أراده ولم يستطع مع ذلك تحقيق النصر فعاد إلى الشعب مرة أخرى لاقناعه بتقديم مزيد من التضحيات ومزيد من المال ومزيد من الصبر كما فعل اعتباراً من نهاية 2006.
ويواجه بوش مشكلة في الحرب الراهنة لم يواجهها رئيس قبله فهو يعرف أن العالم كله يعرف أن أحد أهم أهداف الحرب في العراق هو النفط لكن استخدام هذه الكلمة محرّم وقلما يجدها القارئ في الصحف الأميركية أو تقارير وكالات الأنباء الأميركية وهذا طبيعي لأن الناس ينسون أحياناً أن الصحف ووكالات الأنباء الأميركية ليست دولية إلا في التوزيع وهي أميركية صرفة في معظم ما تبقى. وحاول بوش الخروج من هذا المأزق ”بتنويع“ أسباب الغزو ثم الاحتلال، وتمكّن من خلق البلبلة في عقول الملايين حتى أن كثيرين يعتقدون أن القوات الأميركية موجودة فعلاً في العراق لإشاعة الحرية والديمقراطية وغيرها من أدوات التسويق الرخيص.
ونتج من هذه البلبلة اعتقاد ملايين المسلمين أن بوش يستهدف الإسلام وليس نفط الإسلام. لكن لا توجد أدلة على قيادته مثل هذه الحملة علناً. ولبوش البروتستانتي رأي سلبي بإسلام من يقاومون السيطرة الأميركية أطلق عليه ”الإسلام الراديكالي“ [4] لكن لا رأي مهماً له بالإسلام. وما يقوله بوش في كل الحالات يعبّر عن رأيه الشخصي لا رأي أميركا التي كانت من بين أول الدول الغربية التي فصلت الدين عن الدولة. كما يفترض مثل هذا الزعم أن يبدأ بوش الحملة الصليبية في داره التي تضم سبعة ملايين مسلم وهو لم يفعل شيئاً كهذا لأن الدستور يمنعه
.
وعلى رغم المخاوف الأميركية من توغّل الشيوعية في الدول العربية فإن هذه المخاوف لم تتحقق إذ اعتبر بعض علماء الإسلام الشيوعيين أعداء الإسلام لأنهم افترضوا خطأ أن كل الشيوعيين العرب والإيرانيين والآسيويين ملحدون. ونتج من هذا الموقف اعتبار الأميركيين الإسلام حليفهم الطبيعي ضد الشيوعية لذا ”ساعدوا“ الأنظمة العربية على ذبح الشيوعيين أو شجعوا على اعتقالهم وسجنهم بتقديم لوائح بعناوين ألوف الشيوعيين كما حدث في العراق مثلاً إثر الانقلاب على عبد الكريم قاسم
.
وخلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان نشأ تحالف استراتيجي بين المقاومة الإسلامية ووكالة الاستخبارات المركزية لتنظيم التصدي للقوات السوفيتية فصار الإعلام الأميركي يتغنّى ببطولة المجاهدين الأفغان ويتسابق لإجراء المقابلات معهم. ولم يتغير الإسلام بين انسحاب السوفييت من أفغانستان عام 1990 وبين سبتمبر 2000 لكن موقف مجموعة صغيرة من المسلمين تغير تجاه أميركا فبدأ موقف أميركا يتغير من الإسلام تدريجاً. ويوم زار الملاكم الدولي محمد علي كلاي المركز التجاري الدولي في نيويورك بعد الهجوم الإرهابي تسابق الصحافيون إليه وسأله أحدهم: ما هو شعورك كمسلم وأنت تعرف أن الإرهابيين كانوا مسلمين؟ فأجاب: وما هو شعورك كمسيحي وأنت تعرف أن هتلر كان مسيحياً؟
ومع ذلك بقي تغير النظرة إلى الإسلام على المستوى الشعبي الأميركي محدوداً، واستمر على هذه الصورة تقريباً بعد غزو أفغانستان عام 2001 إذ لم تتدخل أي دولة إسلامية لوقف الغزو، وكان انتصار أميركا سهلاً فلم تفقد أكثر من 300 جندي. وتفاوتت ردود الفعل في شأن الإسلام بتفاوت درجة المخاطر من العمليات الإرهابية، ثم بدأت تغيراً ملحوظاً مع بدء تعثر المشروع الأميركي في العراق وازدياد الخسائر الأميركية اعتباراً من خريف عام 2003 فارتفع عدد الجرحى الأميركيين في العراق بنهاية العام إلى نحو 8000 جندي وعدد القتلى إلى 486 وبدأ الخطر من المقاومة الإسلامية يتعاظم وتتعاظم معه احتمالات الهزيمة فتعاظمت الحملة على الإسلام.
ولا شك أن المسلمين الأميركيين، شأنهم في ذلك شأن المسلمين في معظم الدول غير الإسلامية، يتعرضون إلى مضايقات كثيرة منذ هجمات سبتمبر 2001 لكن الموقف من المسلمين يختلف من ولاية إلى ولاية ومن مدينة إلى ثانية. ويعتبر أميركيون كثيرون التهجّم على الإسلام سلوكاً مقبولاً فيما يعتبره آخرون سلوكاً وطنياً. وعلى رغم ذلك تبقى حرية المسلمين في أميركا نسبياً أكبر من الحرية المتاحة لملايين المسلمين في بلاد أخرى بما فيها بعض الدول العربية إذ لا يُمنع في أميركا الحجاب والكتب الدينية كما يمنع الحجاب والكتب الدينية في دول عربية، ولا تُحدد أميركا لأئمة المساجد ماذا يلبسون وماذا يقولون في خطب الجمعة كما في دول عربية.
ومن الملفت أن الغربيين الذين يفكرون بالتحوّل إلى الإسلام يدرسون تاريخ الإسلام جيداً قبل إشهار إسلامهم ويتوصلون إلى استنتاجات لا تزال خافية على ملايين العرب ومنها اعتقاد مسلمين كثيرين، خصوصاً العرب، أن الإسلام انتشر بالسيف. ولا يعرف هؤلاء رأسهم من دبرهم لأنهم لا يعرفون اسم قائد مسلم واحد قاد الجيوش إلى إندونيسيا والفلبين وتايلاند والصين لنقل الإسلام إليه لأنه لا يوجد مثل هذا القائد. وما انتشار الإسلام على طول الخطوط التجارية بين سواحل العرب الشرقية والصين إلا دليل واضح على أن التجار المسلمين هم الذين نقلوا الإسلام إلى تلك الأمصار عندما سيطروا على معظم نقاط التموين والتجارة بين العالم العربي والصين. ومع ذلك فإن هؤلاء التجار لم ينقلوا دين صلاة وصوم وأخلاق ورحمة بل نقلوا مفاهيم ثورية فبات عشرات الملايين من شمال القوقاز في روسيا إلى إقليم شينغيانع في الصين إلى الجزر الجنوبية في تايلاند والفلبين إلى رواندا في افريقيا لا يرون اليوم في الإسلام ديناً فقط بل حركة تحرر عالمية ضد الظلم والفساد.
وما ينطبق على تلك المناطق وغيرها ينطبق على أميركا فمن الملفت مثلاً أن ينخرط الأميركيون الأفارقة في الإسلام لثلاثة أسباب مهمة: الانضباط في الصلاة، الخضوع لله لا لأحد غيره، تراحم الإسلام مع المضطهدين.[5] والناس أذكياء ويستطيعون التفريق بسهولة بين العمل الإرهابي وغيره، والتفريق بالتالي بين رد فعل الشارع الأميركي العفوي على العمليات الإرهابية وبين الحملة المنظمة ضد الإسلام. ويرى كثيرون في هذه الحملة دوافع غير التي يروّجها أصحاب هذه الحملة فمثلاً أبدى بعض المسؤولين في ألمانيا قلقاً بالغاً في نهاية 2006 من ارتفاع عدد الألمان الذين انخرطوا في الإسلام. ولما درس بعض الباحثين هذه الظاهرة وجدوا علاقة بين الإقبال على الإسلام وبين تزايد التهويل الحكومي والإعلامي من الإرهاب. ويُعتبر الإسلام اليوم أكثر الأديان انتشاراً في آسيا وافريقيا وأوروبا فيما يُعتقد أن عددهم في الولايات المتحدة يقترب من سبعة ملايين، ويراوح عدد المسلمين المسجلين في لوائح الانتخابات الأميركية بين 1.5 ــ 2 مليون شخص. (6)
ووجد عدد معتبر من الأميركيين الأفارقة تشابهاً بين الحملة الإعلامية ضد الإسلام وبين حملة الشيطنة والغولنة ضد رموز حركة الدعوة إلى المساواة مع البيض مثل مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس. ومن الملاحظ ارتفاع عدد المسلمين في الولايات الجنوبية التي خاضت ضد الولايات الشمالية حرباً مدمرة كان استبقاء نظام الرق أحد أسبابها. وأهم مراكز المسلمين السود في أميركا مدينة أطلانطا، لكن عددهم يزداد في ولاية فيرجينيا التي كانت أول ولاية أميركية تتقدم باعتذار رسمي (24/2/2007) عن ماضيها الاستعبادي القاتم. ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد المسلمين الأميركيين الأفارقة لكن تقريراً نشرته رويترز في 25/2/2007 نقل عن خبراء اعتقادهم أنهم بحدود مليوني مسلم، أي نحو خمسة في المئة من عدد الأميركيين الأفارقة المقدر بنحو 40 مليون شخص
مقتطفات من كتاب: تاريخ الظلم الاميركي وبداية زمن الأفول الامبراطوري المديد
.
للاطلاع على الحواشي والمصادر يرجى العودة الى الكتاب
أقرأ المزيد علي:
http://www.creativityinwriting.com/