السكان والنواب ضد ” دراسة تثير الغضب”
مع اقتراب البدء في تنفيذ الطريق الرابط بين أطار وتيجكجه – عبر فيافي غير مسكونة – تزايد غضب سكان المقاطعة وخصوصا المراكز الواقعة بين العين الصفراء في آدرار وعاصمة الولاية، بسبب ما يقولون إنه فشل السلطات في جعل الطريق يمر بالمراكز الأهلة بالسكان، واعتماد دراسة “تفرغه من محتواه الإقتصادي والإجتماعي”. ، كما ورد علي لسان أحدهم.
وشكل المشروع الذي يغطي 367 كيلو مترا ويموله الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الاسلامي للتنمية، حلما لدي سكان تكانت، لكنه يثيرهذه الأيام جدلا واسعا وغضبا في أوساط السكان لأنه كما يقولون ” طريق عديم الفائدة، واستفزازي، ولا يستجيب لمتطلبات التنمية الإقتصادية والبشرية”.
ولا يمر الطريق كما رسمته الدراسة بأي تجمع سكاني، من العين الصفرة في آدرار إلي مدينة تيجكجة. وحتي قرية الحويطات التي لا يمكن التعلل بأن بها أودية أو جبال سيمر الطريق علي بعد نحو كيلو متر ونصف منها.
وكانت دراسة أولي رسمت مرور الطريق علي بعد 17 كيلومترا من الرشيد ، وتحرك السكان باتجاه السلطة فعدلت الدراسة حتي أصبح يمر أقرب مع قرار ببناء وصلة إلي مبني المركز الإداري في جزء من المدينة.
ويقول السكان أنه لكي يكون للطريق فائدته المرجوة ينبغي أن يربط آدرار بتكانت عبر ما يطلقون عليه ” واد القصور” أي الوادي الذي يبدأ من مصب الرشيد وينتهي في تيجكجه؛ خصوصا أن الأمر لا يؤدي إلي أن ينحرف مسافة تزيد في التكاليف، فالوادي يقع في خط مستقيم مع حدود تكانت وأدرار.
ويقول من نفذوا الدراسات إنهم ابتعدوا عن الوادي هربا من الجبال الوعرة، والبطاح التي تتطلب جسورا مرتفعة التكاليف. إلا أن السكان يقولون إنهم اقترحوا خطا يتفهم هذه المخاوف.
وقال أحمد ولد ماغة وهو من سكان الرشيد ل ” مورينيوز”: ” إننا نشعر بالغضب والإحباط”، مشيرا إلي إن “الدراسات التي قيم بها لم تتوخ وصول الطريق إلي هدفه الذي هو الانسان ، ثم إنها غير مبررة من حيث المسافة، فهناك خط أقرب نبهنا إلي وجوده، ووضعنا أنفسنا تحت تصرف من يقومون بالدراسات من أجل اعتماده، لكن لا يبدو أن الإنسان كان الهدف… كان هناك مقاولون ، وتمويلات ، وهذا كل شيئ”.
وأضاف ولد ماغه: ” لقد قمنا نحن من باب التسهيل، وبوسائلنا الخاصة المحدودة بتذليل الممرات الوعرة التي اعتبروها عقبة أمام مرور الطريق بوادي الرشيد ، ولا أقول مدينة الرشيد فقط ، لأنه علي مسافة 120 كيلو مترا يوجد سكان، ويوجد نشاط اقتصادي أريد للطريق الجديد أن يتجنبه، وأن يسلك الفيافي”.
وزاد الرجل متحديا: ” نحن نعمل منذ فترة في شق الكدي التي يهربون منها، واستطعنا أن نجعل سيارات قديمة تعبر حتي تصل الخط الذي حددته الدراسة ( الخلواتية)، فليأت من أراد ليتحقق بنفسه أن مرور الطريق عبر الوادي ممكن جدا”.
وسابق سكان المنطقة البدء في اتنفيذ المشروع من خلال عمل تطوعي شقوا فيه ممرات عبر الجبال الوعرة ليتمكنوا في الأخير من ربط هذه الممرات بالخط الذي حددته الدراسة في نقطة تضمن مرور الطريق عبر الوادي.
وعلمت ” مورينيوز” من مصدر مطلع أن السكان المتضررين بعثوا برسالة إلي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز طالبين منه التدخل. كما اتصلوا بمنسقية منتخبي تكانت التي يرأسها النائب سيدي محمد ولد محمد فال ( قريني) من أجل التحرك في الموضوع.
وقال المصدر إن لقاء ضم النواب قريني ومصطفي ولد عبيد الرحمن، وقليوه بنت لحظانه مع بعض المنحدرين من الولاية تم فيه إبلاغ النواب رسالة من منتخبيهم حملتهم المسؤولية و أهابت بهم أن يتحركوا بسرعة.