أحيى نادي القصة القصيرة الذكرى الأولى لرحيل فقيد الساحة الأدبية الروائي السوداني الكبير الطيب صالح من خلال تنظيم أمسية أدبية بقاعة المحاضرات في المتحف الوطني حضرها عدد كبير من أهل الثقافة و الأدب و من تربطهم صداقة مباشرة بالفقيد بالإضافة إلى السفير السوداني بنواكشوط و زميله السفير السوداني بدكار و عدد من أفراد الجالية السودانية في موريتانيا ، وقدم السيد محمد ولد الميداح ممثل وزارة الثقافة والشباب و الرياضة كلمة افتتح بها الأمسية الأدبية، أعرب فيها عن امتنانه و تثمينه للمبادرة الطيبة التي قام بها نادي القصة القصيرة من أجل ترسيخ ثقافة الأدب السردي في موريتانيا.
وقد قال جمال محمدعمر الأمين العام لنادي القصة القصيرة بموريتانيا في كلمة الترحيب إن مثل هذه المناسبات يجب على كتاب القصة أن يعتبروها فرصة لإنعاش الساحة الأدبية الموريتانية بإحيائهم ذكرى عملاق الرواية العربية السوداني الطيب صالح لما ستتركه هذه الأمسية من أثر حسن في نفوس كل المشاركين على مختلف مستوياتهم
كما قدم المشاركون في الأمسية عروضا انصبت في مجملها حول الأعمال الروائية أسلوباً و منهجا عند الروائي الراحل الطيب صالح حيث قدم العرض الأول من قبل سفير السودان في داكار الدكتور خالد محمد فرح تحت عنوان ” جدل الأنا و الآخر في إبداع الطيب صالح ” حيث ركز في عرضه على إحدى أهم روايات الفقيد و هي”موسم الهجرة إلى الشمال” بصفتها العمل الأكثر تجسيداً لإشكالية الأنا و الأخر بين أعماله الخالدة .
كما قدم السفير محمد محمود ودادي الذي ربطته بالطيب صالح علاقة مميزة عرضاً تحدث فيه عن مآثر الفقيد وعلاقاته بموريتانيا. وقال ” بعد قراءتي ل ” موسم الهجرة إلى الشمال و “عرس الزين” شعرت و كأني قرأت في سفر حياتي ، في الحي البدوي الذي عشت فيه ، و في قرية وادي الرشيد ، بشخوصها و همومها و تفاصيل العلاقات اليومية بين البشر و الأشياء ” و “عندما أبديت له يوماً استغرابي لجرأته في طرق موضوع علاقات الرجل و المرأة ، المسكوت دوماً عنها” ، رد ضاحكا “إننا في هذه أكثر أرتباطاً منكم بعادات و سلوكيات إخوتنا في جنوب القارة ، لكننا نسجل لكم السبق ب “لاءات” عقد الزواج : لا شابقة و لا لاحقة التي تضع المرأة الموريتانية في أفضل مكانة” .