من يحاور من؟
اتفقت مجموعة التأمت أمس في ندوة في إحد فنادق العاصمة الموريتانية نواكشوط علي مواصلة النقاش بينها من أجل مواصلة حوار هادف إلي توحيد ما وصفته بالتيار القومي.
وتتألف المجوعة من أفراد سبق أن كانوا في فترات تاريخية أعضاء في جماعات سرية بعثية وناصرية من أبرزهم النقابي السابق الكوري ولد حميتي.
وشكلت المجموعة التي التقت أمس بمبادرة من المركز العربي الافريقي للاعلام ومقره نواكشوط لجنة عهدت إليها بمواصلة الحوار.
ووفقا لبيان صدر عن الندوة طالب متدخلون بحوار بين من وصفهم بالقوميين والاسلاميين في مرحلة أولي، وبينهم والموريتانيين السود في مرحلة لاحقة.
وتأتي المبادرة بعد إعلان شخصيات سبق أن انتمت لما كان يعرف بالتنطيم الناصري وأحزاب سياسية صغيرة البيعة للزعيم الليبي معمر القذافي.
ولم يخف بعض المتدخلين الرغبة في النأي بنفسه عن تلك البيعة فقد أشار ولد حميتي إلي أن الولاء هو للوطن من دون الخوض في التفاصيل.
ويعتبر مراقبون أن مهمة الداعين إلي الحوار ستكون صعبة. فالتيار القومي الذي يتحدثون عن وحدته غير موجود أصلا .
ويقول هؤلاء إنه لايوجد ناصريون ولا بعثيون لهم اتصال ببعضهم البعض. فقد كانت هناك أحزاب ومنظمات سرية في الثمانينات انتهت وتشتت أصحابها بين الاحزاب السياسية. وبقي البعض خارج كل الاطر الموجودة أفرادا لا تربطهم صلة.
وقال عضو سابق في التنظيم الوحدوي الناصري الذي انتهي في الثمانينات ل ” مورينيوز”:: “هناك رجال ونساء تخلوا عن أحلامهم في فترات معينة ولأسباب متعددة، وانغمسوا في أنشطة مختلفة، ودعموا أحيانا مواقف تناقض ما كان مبادئهم ذات يوم”.
وأضاف: ” لن يكون في مقدور أي أفراد مهما كانت مكانتهم ادعاء أنهم يمثلون تيارا ناصريا، أو يتحدثون باسمه”.
وقال الرجل الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إنه لكي يكون للعملية صدقية: ” علي من يقدمون أنفسم ناصريين أن يلتقوا ويناقشوا ويحلوا مشاكلهم الجمة وحزازاتهم التي لا تنتهي، ويصارحوا أنفسهم، عندها يمكن الحديث عن تيار ناصري، وينطبق ذلك أيضا علي البعثيين “.
واختتم الناصري السابق: ” علي الجميع أن يسأل نفسه: هل أنا فعلا ناصري؟ … هل أنا فعلا بعثي؟ وعلي أساس الجواب الذي يتحصل عنده يتخذ القرار الصحيح… أما غير هذا فهو النفاق بعينه”.
.
ويبدي ناصريون سابقون مخاوف من أن تتجذر الصورة المرتسمة عنهم في أذهان كثيرين وهي أنهم ظلوا دائما أتباعا للزعيم الليبي
.
وارتفعت أصوات تنتقد الاجراء الذي اتخذه البعض بمبايعة القائد الليبي ، ورفضت هذه الاصوات ما وصفته بالايحاء بأن هناك تيارا قوميا ملتفا حول هذه البيعة
.
وخلال فترات حكم الرئيسين محمد خونه ولد هيدالة ومعاوية ولد الطايع دفع الناصريون الثمن غاليا لأي توتر يحدث بين ليبيا وموريتانيا حيث كانت الانظمة تلقي القبض علي ناصريين لتضع سيناريو تدخل ليبي من أجل إسقاط الحكم. وفي الواقع ظل هناك قذافيون خارج التنظيم الناصري السابق ولم تكن علاقتهم جيدة بالتنظيم