إن الوحدة الوطنية تعتمد على: العنصر البشرى ، واللغة المشتركة ، والانتماء القومي والحضاري و كذلك على الأرض الواحدة و تختلف الوطنية عن القومية.
وهي تعني : تحقيق التفاعل والتلاحم والتعاضد بين جميع أفراد الشعب بغض النظر عن إنتماءآتهم اللغوية أو الإقليمية أو الطبقية أو العشائرية بما يساهم في تحقيق الأهداف التالية :
احترام وحدة البلاد ولغتها الرسمية ( لغة الأغلبية ، وثقافتها الوطنية)
تحقيق الحرية والعدالة والمساواة لجميع فئات الشعب أمام القانون .
تحقيق التفاعل السياسي والاقتصادي والإجتماعى بين الشعب والنظام السياسي بما يحقق الرفاهية الاقتصادية للفرد والمجتمع.
التأكيد على الهوية الوطنية للجيش ( المؤسسة العسكرية) على اعتبار أنه ملك للجميع ولا يخص فئة معينة من فئات المجتمع.
ومما سبق نرى أهمية و تمركز الوحدة الوطنية حول وحدة اللغة ، و سنسقط هذه الحالة على الوضعية الموريتانية،
إن موريتانيا دولة عربية افريقية ،لها تاريخ في السكن البشري يعود إلى العصر الحجري.و ذلك من طرف قبائل من السود قادمة من الجنوب ومن الشرق و قبائل بربرية قادمة من شمال أفريقيا و قبائل بني حسان العربية . واختلطت هذه القبائل وأعطت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا العرب البربر أو الموريين.
إن الدستور الموريتاني قد احتوى على تحديد للغات الوطنية و كذلك اللغة الرسمية و ذلك في : ” المادة 6: اللغات الوطنية هي العربية والبولارية والسوننكية والولفية. اللغة الرسمية هي العربية.”
إن مكونات المجتمع الموريتاني باعتبار اختلاف أعراقها و أصولها تشترك في وطن واحد و دين واحد و مصير واحد ، و من أ جل هدف واحد هو الوحدة الوطنية، نتيجة لغياب نظرة إستراتجية مستقبلية فان التعليم في موريتانيا و الإدارة الموريتانية يتموقعان في اتجاهين متناقضين و ذلك بسبب أن التعليم باللغة العربية و الإدارة باللغة الفرنسية ، مما أعاق التنمية في هذا البلد ، لان الطاقات الشابة المتخرجة حديثا تصطدم بحجرة الواقع المر ألا و هو سوق العمل الذي لا يحتاج إلى خبراتها(بسبب عائق اللغة)، و ذلك عائد إلى الرعيل الأول من حكام هذا البلد العربي الإسلامي الإفريقي الذين قبلوا بإدارة مفرنسة و تعليم معرب مما ادى الى تلك الفجوة.
و انه من الموضوعية بمكانة أن نطرح السؤال التالي : اللغة الفرنسية لغة أي من مكونات الأعراق الموريتانية؟
من أجل الرد على هذا السؤال نجد انه من البداهة أنها لا تمثل لغة أي عرق منها، إنما هي لغة المستعمر الفرنسي و التي تبناها البعض من الموريتانيين( مع اختلاف أصولهم و مشاربهم)، ذلك كله دون وجود أي مسوغ أو مبرر دستوري أو قانوني لاعتماد اللغة الفرنسية، لذلك لا نرى مبررا لأولئك الذين يتظاهرون طلبا لاعتماد اللغة الفرنسية و اعتراضا على اعتماد اللغة العربية في الادارة الموريتانية.
اننا نرى أن الدين الاسلامي الحنيف من أهم النقاط المشتركة بين الأعراق الموريتانية وهويترفع و لا يعطي شأنا كبيرا للأعراق و لا للأصول بقدر ما يعطي تقديرا كبيرا للمقام تبعا لدرجة التقوى .
في هذا اللبد توجد عدة طرق صوفية و لها مشايخ من جميع الاعراق و الاصول و كذلك اتباع من مختلف الاعراق الموريتانية ، و كون الدين الاسلامي الحنيف يعتمد في أساسه على القران الكريم و الذي هو منزل باللغة العربية، من هنا نرى أهمية اللغة العربية في مجتمع كمجتمعنا.
و بذلك يجب اعتماد اللغة العربية كلغة تعليم و لغة ادارة في هذا البلد فهي اللغة المشتركة بين ابناء هذا الوطن ، و مع التنويه الى انه يمكن كتابة اللغات الوطنية باحرف عربية بدلا من اللاتينية، و الأمثلة كثيرة على الدول التي تعتمد لغاتها في تعليمها و في ادارتها و ما لذلك من فوائد اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و وحدة وطنية.
فوحدة هذا البلد تعتمد على عدم ترك ولاءات أبنائه تتبع دولا أخرى علي أساس اللغة ( اللهجة الواحدة) و من أجل كبت جماح هذه التبعية للآخر ينبغي توحيد لغة هذا البلد ليتمكن من العيش و الوئام بصورة اندماجية لجميع اعراقه.