في مقدور “البوليساريو” التحول من تسيير المخيمات إلى تسيير الحكم الذاتي
أكد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بالمملكة المغربية في لقاء مع الصحفي أحمد علي المشرف العام على صحيفة الوطن القطرية (حصلت “مورينيوز ” على حق نشره) أن الصحراويين سئموا من عدم الاستقرار ومن الوعود التي لا تتحقق ويريدون أن يعيشوا في طمأنينية وسلام، كما أنهم يريدون أن يتمتعوا بحياتهم، ولذلك فإنهم يساندون الحكم الذاتي مساندة قوية ويطالبون جبهة البوليساريو التي هي جزء منا ومن أهلنا بأن تدخل في مفاوضات تصل في النهاية إلى الحكم الذاتي، من أجل التمتع بالحقوق التي أقرها الحكم الذاتي وهي حقوق عالية الدرجة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.
ودعا ولد الرشيد قادة البوليساريو إلى التحول من تسيير المخيمات إلى تسيير الحكم الذاتي .
وأضاف ولد الرشيد أنه لن ينجح شيء حول الإرهاب أو الاقتصاد أو السياسة أو الأمن أو الثقافة أو حتى الطبخ!.. إلا إذا كان المغرب جزءا أساسيا في القارة الإفريقية وعالمنا العربي والإسلامي.. وهذا ليس مبالغة أو مدحا بل هو واقع تاريخي منذ 1200 سنة أي منذ أن أسس المولى إدريس الدولة المغربية في هذا الجانب الغربي من العالم الإسلامي.
وتحدث ولد الرشيد عن الناشطة الصحراوية الشهيرة أميناتو حيدر وإضرابها الشهير فقال إنها لم تحقق مكسبا لأنها لم ترجع بجواز سفر جبهة البوليسايو بل رجعت بجواز سفر مغربي .. إذن القضية لم تتغير والموضوع موضحا : ” أن أميناتو حيدر وغيرها يجب أن يعرفوا أن الصحراء خاضعة للقوانين المغربية وأنه من يريد أن يكون له رأي مخالف للموقف المغربي فيجب أن يخضع للقوانين المغربية .. وحيدر كما تعلمون قبلت أن ترجع تحت مظلة هذه القوانين، وفي هذه الحالة فإن المغرب لا يجد حرجا في إرجاعها وهو أرجعها بجواز سفر مغربي وبأوراق مغربية.
إذن هي مغربية لها رأي مخالف ومغاير للقانون، ولأنها في النهاية مغربية، لأنها حاصلة على الجنسية المغربية ولها جواز سفر مغربي وليست أميناتو حيدر الوحيدة التي خالفت القوانين في تاريخ المغرب.”
وقال:” إنه رغم الهالة الإعلامية التي أحاطت بقضية أميناتو حيدر فإن المواطنين من سكان الصحراء لم يتعاطفوا معها في مواقفها، ولكن تعاطفت معها بعض منظمات حقوق الإنسان وجبهة البوليساريو والجزائر، ولكن فيما يتعلق بالصحراء لم تقم مظاهرات في العيون والداخلة والسمارة من أجل أميناتو حيدر.”
وقال ولد الرشيد ردا على سؤال حول الحلول المتوفرة للصراع :نحن الآن نفتش عن حل تسميه الأمم المتحدة الحل التوافقي، أي أن يتنازل كل طرف عن قمة مطالبه للوصول إلى خط وسط يمكّن كل طرف من القول إنه حقق شيئا ما. وهذا الحل هو المتفق عليه دوليا والمعروف بمشروع الحكم الذاتي وسمِّه كما تشاء .. يمكن أن تقول إن هذا الحل يقوم على إعطاء المغرب صلاحيات واسعة للصحراء، ويمكن أن تقول أيضا إن هذا الحل يقوم على إدخال البوليساريو في عملية تسيير الصحراء.
الحل في نهاية المطاف يمكِّن المغرب من الحفاظ على وحدته وسيادته الترابية بدون منازع، ويخول للصحراويين كافة الصلاحيات المتعلقة بالتسيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقتهم بطريقة تضمن لهم حقوقهم على المدى البعيد.
نحن وصلنا الآن إلى التنازل عن أول نقطتين، فالحرب انتهت بدون رجعة، والاستفتاء أصبح غير ممكن، كما أكد المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، فان فالسوم، وكما تؤكد الوقائع على الأرض، إذن نحن الآن في إطار الحديث عن كيفية الوصول إلى الحل التوافقي.