العراق كما رسمته جاسوسة بريطانية في فلم (رسائل من بغداد)
بغداد (رويترز) – نظم للفلم الوثائقي (رسائل من بغداد) عن جيرترود بيل، الكاتبة والمستكشفة والجاسوسة والضابطة السياسية البريطانية التي ساعدت في تشكيل معالم العراق الحديث، أول عرض له في بغداد امس وقوبل بتصفيق حار من الجمهور المؤلف من أكاديميين ودبلوماسيين وصحفيين وغيرهم.
يقدم الفيلم لقطات لم تشاهد من قبل للعراق في بداية التحول إلى دولة جديدة قبل نحو قرن من الزمن. واستعان سيناريو الفلم برسائل بيل ووثائق رسمية وتولت عملية السرد الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون.
و يسلط الفيلم الضوء على تحديات يواجهها العراق الآن مع خروجه من حرب مع تنظيم “داعش”وسعي البلاد لتحقيق مصالحة بين الشيعة والسنة والأكراد.
ونقلت رويترز عن مصطفى سالم وهو صحفي عراقي يعمل بمكتب صحيفة واشنطن بوست في بغداد بالفيلم بعد عرضه في المسرح الوطني في بغداد القول:”الفيلم رائع لكن كمشاهد عراقي كنت أود أن يعالج بعمق أكبر الجانب السياسي والتاريخي ودورها النافذ في تأسيس الدولة العراقية“. وكان يشير إلى حقيقة أن أجزاء من الفيلم ركزت بشكل كبير على حياة بيل الخاصة.
ونقلت رويترز عن سابين كراينبول التي شاركت في إخراج الفيلم مع زيفا أويلباوم قبل العرض ”المشاهد العراقي سينغمس في تجربة بصرية عن ماض مشترك وسيخرج بانطباع عن بغداد متعددة ثقافيا ونابضة بالحياة في أوائل القرن العشرين“.
وتضمن الفلم شرحا لقرارات اتخذتها بيل بصفتها ضابطة سياسية في الإدارة الاستعمارية البريطانية التي كانت تحكم العراق بعد الحرب العالمية الأولى، من بينها ضم الموصل التي تسكنها أغلبية سنية والمناطق الكردية في الشمال إلى الدولة العراقية التي كان يشكلها البريطانيون بالإضافة لقرار اختيار فيصل بن الحسين من الأسرة الهاشمية العربية السنية ملكا للبلاد.
واعتمدت بيل في رسم حدود العراق إلى معرفتها بالتجمعات السكانية المحلية التي مرت عليها بصفتها مستكشفة عندما كانت شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين لا تزال تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.
وتظهر إحدى الصور بيل وهي تقف مع لورانس العرب وونستون تشرشل قرب الأهرام المصرية.
ونقلت رويترز عن أويلباوم: ”كانت جيرترود بيل من المدافعات عن التنوع، وقعت في حب الثقافة المختلفة التي صادفتها. كان العراق في عهدها متنوعا للغاية وكانت بغداد مدينة نابضة بالحياة. نشعر بأن هذه رسالة مهمة للغاية اليوم“.
83 تعليقات