4 حلول للأسر للخروج من الفقر والعوز إلى الكرامة والرخاء
“مورينيوز”. وكالات .تصبح الأسرة فريسة سهلة للفقر نتيجة قلة الوعي المالي أو ما يصطلح عليه بالامية المالية، لكن حالة الفقر والعوز ليس حكما مؤبدا على أسرة تعاني من أزمة مالية مزمنة، بل هي مجرد مشكلة، لها مسبباتها، ولها حلولها كذلك.
يقترح خبراء اقتصاديون أربعة حلول يمكنها أن تساعدك كفرد في أسرة على تجاوز الحالات المالية الصعبة، بل وتنطلق بأسرتك إلى حال أفضل من الرخاء والوفرة والرفاهية.
وتذكر أن النتائج لن تكون فورية، ولكن لا تنسى أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فلا بد من الالتزام بخطة التغيير حتى يتحقق التغيير :
الحل 1 : الرؤية الاسرية الواضحة.
إن معظم الاسر الفقيرة تعاني نوعا من عدم الانسجام بين أفرادها، وهذا من شأنه يضعِف القدرة على الانتاج والتدبير داخل الاسرة، وبالتالي بطء نموها. ونعني بالرؤية المالية الواضحة أن تتبنّى الأسرة نظرة مالية بعيدة المدى، مرورا إلى صياغة أهداف مالية ووصولا إلى وضع خطة عملية، ويشترك في هذه العملية كل أفراد الاسرة. فيصبح للأسرة أحلام وأهداف تدفع جميع أفرادها إلى العمل وفق تخطيط مسبق بدل ترك الأمور تجري لحالها. أكيد أن إنجاح هذا المشروع الأسري الطموح سيستغرق وقتا لذا يجب على الجميع أن يتحلى بالصبر والانضباط.
الحل 2 : إيجاد مصادر دخل جديدة.
طبيعي أن الأسر التي ليس لها دخل قار لن تتمكن من الخروج من دائرة الفقر، أيضا الأسرة ذات الدخل المتدني ستسوء أحوالها في ظل التضخم وغلاء الأسعار المتزايد.
ولتتمكن الأسر ذات الدخل المحدود من إيجاد مصادر دخل جديدة يجب أن تأخذ الأمر بشيء من الجدية والتخطيط والابداع، فقد وهب الله تعالى الإنسان كل الإمكانيات والقدرات التي يحتاجها ليحسن من حاله ويحصل على دخل يؤمن له عيشة كريمة. لكن للأسف الكثير من الناس إما لم يدركوا أنهم قادرين على ذلك أم أنهم يدركون ذلك جيدا لكنهم تعذروا بالظروف وعطَّلوا كل تلك القدرات التي منحهم الله تعالى. الفقر فقر الطموح وليس المال فالفقر مشكلة فكرية قبل كل شيء. من هنا ننصح أن يركز أفراد الأسرة تفكيرهم في محاولة اكتشاف ميولاتهم ومواهبهم، والعمل على صقلها وتطويرها وتنميتها، وبقليل من الابداع والابتكار يستطيع تسخيرها لكسب المال. هكذا يمكن أن يساهم جميع الافراد في رفع المستوى المالي للأسرة.
الحل 3 : الالتزام بقاعدة “انفق أقل مما تكسب”.
قد تجد أسرة تحصل على دخل محترم، إلا أنها تعيش في كل مرة ضائقة مالية، لأنها ببساطة تبدد مواردها المالية في نفقات غير أساسية يمكن الاستغناء عنها، وهذا من أسوء الامور التي توقف النمو المالي الأسري. في الواقع لا يهم إن كان دخل الأسرة في البداية مرتفعا أم متدنيا، بقدر أهمية طريقة تدبيرها لمواردها المالية، فالأثرياء الذين ينفقون أكثر مما يملكون سيخسرون أموالهم يوما ما، والفقراء الذين يفعلون الأمر ذاته لن تتحسن أوضاعهم أبدا. معنى هذا أن سياسة الإنفاق التي تتبعها قد ترتقي بك إلى الأفضل أو تهوي بك في حفر الحاجة والعوز.
إذا كانت الاسرة جادة في تطبيق قاعدة “انفق أقل مما تكسب”، فلا بد لها من التخطيط لمصاريفها، وذلك حتى تصبح الصورة واضحة لكشف الجوانب الإنفاقية غير المهمة التي تهدر ميزانية الاسرة. ونذكرك بقولة رائعة لأبي بكر الصديق، رضي الله عنه “إني لأبغض اهل بيتٍ ينفقوا رزق أيامٍ في يوم واحد”، عبارة تمثل قاعدة من قواعد ترشيد الاستهلاك، و تُوجِّهُ الأسر لضبط وتقنين الإنفاق حسب إمكانياتها ومواردها.
الحل 4 : الاستمرار في رفع الوعي المالي.
يعتبر مفهوم الوعي المالي من المفاهيم الحديثة، ويقصد به امتلاك المعرفة والمهارات الضرورية التي تمكنك من اتخاذ القرارات المالية الصحيحة، ويُمكِّن الوعي المالي الأسر من تعزيز وتطوير مهاراتهم واكتساب مبادئ التخطيط المالي لإعداد الميزانيات ويغرس لدى أفرادها ثقافة الادخار والاستثمار، ويقدم لهم استراتيجيات التعامل مع الانتكاسات المالية.
بما أن الأمية المالية هي السبب الأول للفقر والازمات، فإنه كلما كان أفراد الاسرة أكثر وعيا في الجانب المالي، كانوا أكثر قدرة على اكتساب المال وتنميته، وكانوا مؤهلين لاتخاذ قرارات مالية سليمة تخطو بهم نحو حياة كريمة. يكفي أن المعرفة متاحة الآن أكثر من أي وقت مضى، ولا يمنعك من الوصول إليها إلا عدم الاهتمام وانعدام الجدية.