نيبرش ” الجنة ” /عبد القادر ولد محمد
اليوم ابان جولة بأقاصي حي مركز الإرسال بدت لي لوحة معبرة من صراع الموت والحياة بواجهة مدينة نواكشوط التي تعكس في تطورها المذهل تناقضا جليا بين زحف العمران و مقاومة البداوة .. هنالك خلف الحائط الشرقي لمركز الإرسال الذي ظل طيلة عقود خلت محجوبا عن الانظار في خلاء بعيد من المدينة يوجد مدفن نبرش حيث يرقد سلف السكان الأصليين للمنطقة مذ اربع قرون .. و قد اطلقوا عليه نبرش الجنة تيمنا و تبركا و دأب خلفهم من باب انتفاع المقبرة بالرجل الصالح في صحيح البخاري علي دفن موتاه بالقرب من مشاهير صالحي نيبرش الجنة من امثال المسك و كاشف وغيرهم رحم الله الجميع ..و الي هنالك زحف التخطيط العمراني للمدينة الراحلة الي الجنة .. والى هنالك تزحف نواكشوط في رحلة مستديمة في عالم الفناء والعدم بمركزها الحيوي لتقترب من منشآتها العصرية ( الجامعة و المطار الدولي )
و هنالك تستعرض الحضارة عضلاتها متناسية غرسها في فضاء بدوي بامتياز فتتصدي لها البداوة بقطعان من الابل لتشق صفوفها غير أبهة بزخرفها و هنا تسارع المدينة الي مزيد من الحياة وتنسي الموت الدفين في بطنها فتذكرها نيبرش الجنة بان البقاء للذي ” خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ “