وجبة الإفطار تؤجج الانقسام في الصراع الليبي.. بريوش أم فاصوليا؟
يعبر ما تتناوله على الإفطار عن الخلافات في ليبيا حيث تتنافس مناطق وقبائل وفصائل مسلحة وبلدات بعاداتها المختلفة على السلطة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وأدى هجوم تقوده قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة حليفة حفتر لانتزاع السيطرة على طرابلس الشهر الماضي إلى انهيار الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفصائل المتنافسة.
وأصبح اختيار الإفطار جزءا من لغة الصراع وموضوعا مثيرا للتوتر بحيث لم تسمح عدة مقاه في طرابلس لرويترز بمناقشة الأمر مع الزبائن.
يفضل سكان المناطق الراقية بالعاصمة نوعا من المخبوزات يسمى ”بريوش“. يقول البعض إن الكلمة مصدرها البريوش الذي أدخله الإيطاليون خلال الحقبة الاستعمارية إلى ليبيا مع القهوة والكابتشينو.
ولا يقبل هؤلاء على طبق الفاصوليا الذي يفضله سكان شرق ليبيا. ويقدم في بعض الأحيان مع البيض وهو يشبه أطباق الإفطار في دول عربية أخرى.
وقال محمد صلاح وهو من سكان طرابلس ”البريوش يعبر عن طرابلس. عن الحياة الراقية“.
ويشير أبناء شرق ليبيا إلى سكان طرابلس باسم ”البريوش“ أو سكان المدن الضعفاء الذين يفتقرون لمهارات القتال.
وقال عمر الزياني المقيم في بنغازي بشرق ليبيا ”أتردد على طرابلس بانتظام للعمل… حين نناقش السياسة ويشعر شخص ما بأنه يخسر المناقشة يبدأ استفزازاي بالفاصوليا… أرد عادة مستخدما البريوش“.
وخلال مظاهرة ضد حفتر الشهر الماضي في طرابلس لوح عدة متظاهرين بالكرواسون بينما كانوا يرددون الهتافات.
وقال أحد المحتجين وهو محاضر بالجامعة يدعى عبد الملك السفراني إن البريوش يظهر أن السكان المحليين ”راقون ويرتادون المقاهي… أقوياء ومتحدون في عزمهم على القتال وإجبار القوة المهاجمة على الانسحاب“.
وتهكم المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي على المتظاهرين في مؤتمر صحفي فيما بعد.
وقال أحمد المسماري ”الأهم الآن هو البريوش“. ووصف شخصا يوزع المخبوزات بأنه ”إرهابي“.
أما سكان الشرق فيشتكون من أن هذه الإشارة تذكرهم بسنوات حكم القذافي الذي يقولون إنه كان يوفر فرص عمل في الغرب لكنه عاقب شرق ليبيا بالإهمال لمعارضته له.
تقول ماري فيتزجيرالد التي تجري أبحاثا عن ليبيا منذ عام 2011 إن على الرغم من أن الأمر قد يؤخذ ”على سبيل المزاح“ فإنه يرمز لأسس الانقسام التي يقوم عليها الصراع.
وأضافت ”يعكس هذا كيف عمق الانقسام، الذي نجم عن الصراع على مدى سنوات، الأفكار عن الهوية على أساس الانتماء للمدينة أو الأقاليم“.