منوعاتمواضيع رئيسية
المسحراتي/ بوبكر سيدي امبيريك
بعد السطور الأولى التي نرافق فيها مسحراتي عبر العصور ومما تقوم به من عمل نبيل يخدم الإنسانية لم تكن مهمة المسحراتي موقوفة على الرجال فقط، بل شاركت فيها النساء أيضا يحكي لنا الأدب ادوار على ذلك ومنها مغازلة زين الدين بن الوردي إحداهن بقوله:
عجبت في رمضان من مسحرة …. بديعة الحسن إلا أنها ابتدعت
قامت تسحرنا ليلًا فقلت لها …. كيف السحور وهذه الشمس قد طلعت
لقد ارتبطت هذه الشخصية بليالي رمضان وشعائره الروحانية وعاداته وتقاليده التي يعود تاريخها لأيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : حيث كان يقول: إن بلال يؤذن باليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم .
وبعد ذلك ظهرت في العصر العباسي عام 238هجري 853م خلال عهد الخليفة المنتصر بالله، وكان “عتبة بن إسحاق” والي مصر في تلك الفترة، حيث كان يطوف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ المسلمين ودعوتهم إلى السحور وفي العصر الفاطمي، أمر الحاكم الفاطمي الناس بأن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقّون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، قبل أن يتم تعيين مسحراتي لكل منطقة بعدها وكان يدق أبواب المنازل بعصا يحملها، قبل أن يظهر المسحراتي في شكله الحالي ممسكا بـ”طبلة” في عصر المماليك وتخذت بعد ذلك مهنة المسحراتي بعداً فنياً على مر العصور وتم ذلك في هيئته من تطوير مع الموسيقار الراحل الشيخ سيد مكاوي الفنان المصري الذي سخر صوته الشجي وقدم إبداعاته الفنية في هذا المجال واشتهر في العصر الحديث، على امتداد الساحة العربية من خلال برنامجه في الإذاعة المصرية، الذي يلحن فيه مقطوعات زجلية من دوان مسحراتي للشاعر الكبير فؤاد حداد الملقب فنان الشعب