تعرفوا على مضاعفات التهام المسكنات بعشوائية
من الأخطاء الرائجة، تناولنا حبات المسكنات كما نتناول المكسرات، عملاً بمقولة إذا لم تنفع لن تضرّ.. فهل تنفع المسكنات دائماً؟ هل هي آمنة؟ وماذا عن مضاعفات التهامها بعشوائية كلما آلمتنا رؤوسنا وأسناننا وعظامنا وعضلاتنا؟
حين سمع طبيب القلب إحداهنّ، ممن يحملن وزناً زائداً، تتباهى بتناولها حبة أسبرين يومياً عملاً بنصيحة امرأة عانت ذبحة قلبية ونجت منها بأعجوبة، «طار عقله» وصرخ فيها: كيف لامرأةٍ مثقفة مثلك أن تصغي إلى كلام قريبة وجارة وصديقة في مسألة صحية طبية دوائية؟
المسكن.. دواء
المسكن، على اختلافِ أنواعه، دواء. والدواء، مهما كان نوعه، له مضاعفات جانبية يفترض التنبه لها، لذا يجب الحرص أثناء تناول المسكنات والبحث عن سبب الألم لا التركيز على إخفائه. وليس سراً إعلان أن الأدوية المسكنة هي أكثر أنواع الأدوية استخداماً في العالم. ويجهل كثيرون أنه قد تتأتى عنها مخاطر على مرضى القلب أو من لديهم كل العناصر التي قد تجعلهم، ذات يوم، مرضى قلب، مثل الجينات الوراثية والبدانة وعامل التدخين. المسكنات قد تزيد من مستويات ضغط الدم، وهي تتعارض مع أدوية خفض ضغط الدم المرتفع وتُعطّل مفعولها. هذا ليس كُل شيء، فقد دلّت دراسات متتالية على أن ارتفاع خطر الإصابة بأزمة قلبية ثانية بين مرضى القلب الذين يتناولون مضادات الالتهابات الاستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين في انتظام، وفي جرعات غير محددة إثر تعرضهم لأزمة قلبية أولى، يزيد بنسبة 40%.
نصف حبة أسبرين
تسمعون العكس؟ تسمعون من يُكرر أمامكم بضرورة تناول نصف حبة أسبرين مثلاً يومياً بعد عمرٍ معين؟ يلفت أطباء القلب إلى أن تناول الأسبرين بجرعات قليلة يُخفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وبالسكتة الدماغية وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية. هناك تضارب في الدراسات، لذا يفترض العودة للطبيب، قبل تناول أي مسكن بشكلٍ دوري، لأنه وحده يفهم كل جسم على حدة وماذا ينفع أو لا ينفع كل حالة.
تشغلُ مسألة عشوائية تناول المسكنات الكثيرين ممن يطرحون السؤال: هل تُشكّل المسكنات شكلاً من أشكال الإدمان؟
هناك عشرات أنواع مسكنات الألم التي تباع، بغالبيتها، من دون وصفة طبية. والألم قد يكون خفيفاً أو متوسطاً أو شديداً، لهذا لا ينفع تناول المسكن نفسه لكل الحالات، وعلى الطبيب تقييم درجة الألم ووصف أفضل مسكن للسيطرة عليه. ويتعارفُ أطباء العالم على معالجة الآلام المعتدلة إلى الشديدة بمسكنات تسمى «الأفيونيات» وتشمل فوسفات الكودايين والترامادول والمورفين والفنتانيل وأوكسيكودون. أما الألم الخفيف فيُعالج بأدوية غير أفيونية مثل الباراسيتامول على سبيل المثال والعقاقير المضادة للالتهابات.
كيف نزيل الآلام؟
الألم طبعاً مفيد، يُجنبنا أن نحرق أنفسنا والأشياء الحادة التي قد تسبب لنا الأذى ويُنبه الجسم المصاب إلى وجود مرض ما، لكن المسألة: كيف نزيل هذا الألم؟
المواد الأفيونية المستخدمة في تخفيف وإزالة الآلام فعالة جداً، لكنها أيضاً خطيرة جداً. في كل حال، لا يغيب عن بال أي طبيب تاريخ استخدام المسكنات حيث بدؤوا، بحلول عام 1900، في استخدام المورفين والهيرويين كأدوية مزيلة للألم، لكن بألم نفسي، لأن الدواء الذي يُخفف الألم الجسدي يُعرضهم لنوع من الإدمان. مرّت العقود ولا يزال الألم المزمن إحدى أصعب الحالات التي يجب علاجها.
مضاعفات الأدوية المسكنة
يفترض ألا يغيب عن بال من يتناول المسكنات وأدوية الألم أنه قد يشعر بالغثيان والتقيؤ والدوار وقد يعاني الإمساك وآلاماً في البطن وجفافاً في الفم. وفي حال الإفراط الشديد في تناولها قد تتطور المضاعفات إلى مشاكل في التنفس وضربات قلب غير طبيعية وربما تسبب السكتة القلبية وحتى الموت. فلا تتهاونوا معها. حاملٌ؟ مرضعة؟ لا توجد دراسات كافية ووافية حول تأثير أدوية الألم في المرأة الحامل، لكن الأكيد أن المسكنات تمرّ عبر الثدي وتؤثر في الطفل، لذا يفترض تجنبها قدر الإمكان. تعانون مشاكل في الكبد؟ يجب استخدام المسكنات بحذر مع الأدوية الموصى بها في معالجة أنزيمات الكبد كي لا تؤثر في فعالية العلاج. ويهم أيضاً أن تعرفوا أن الإفراط في تناول بعض أنواع المسكنات قد يؤدي إلى حالات اكتئاب وإلى مشاكل في الجهاز التنفسي وفي الكليتين.
مضادات أكثر فعالية
مضادات الالتهابات الستيرويدية هي الأكثر فعالية للألم الخفيف إلى المعتدل، خصوصاً الذي يترافق مع وجود ورم مثل ورم أسنان أو التهابات. وهذه العقاقير شائعة في علاج التهاب المفاصل والالتواءات العضلية وإصابات الظهر والعنق وتشنجات الحيض. وهذه المضادات، إذا أخذت بتوجيهات من الأطباء والصيادلة تبقى آمنة بشكل عام، لكن في حال جرى الإفراط في تناول الجرعة الملائمة قد يسبب حالات غثيان وآلاماً في المعدة وتقرحات، وقد يؤدي إلى مشاكل في الكلى واحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم.
“زهرة”