canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
منوعات

إفران .. “سويسرا” المغرب ثاني أنظف مدينة في العالم

صيْفُ مدينة إفرانَ مختلفٌ، اختلافا تامّا، عن صيف باقي المُدن المغربية. صيْفُ إفران يشبه ربيعَ المُدن الأخرى. حيثُما ولّيتَ وجْهك ثمّة خُضرة، على أغصان الأشجار الباسقة وعلى أرضِ الحدائق، وجنبات الأحواض المائية، وفي كلّ مكان.

“سويسرا المغرب”

الكثيرون يُلقّبون مدينة إفران بـ”سويسرا” المغرب، لطقسها الشبيه بالطقس السائد في القارّة الأوربية، ولنظافتها، وهدوئها، وجمالها. خلال السنة الماضية جاءت المدينة الصغيرة النائمة على قمم جبال الأطلس المتوسط ثانيَ أنقى مدينة في العالم، مُتقدّمة مُدُناً شهيرة في مختلف أصقاع الدنيا، حسب تصنيف موقع “إم بي سي تايمز”.

كل شيء في مدينة إفران خلالَ فصْل الصيف يتدثّر باللون الأخضر، الأشجارُ والحدائق وحتّى سيّارات الأجرة وجنبات أرصفة الشوارع. في فصْل الصيف، وفي الوقت الذي يشهد عدد من المُدن حرارة مرتفعة، يتّسم طقس إفران بالاعتدال نهارا، ومع مغيب الشمس تنخفض درجة الحرارة وتهبّ نسمات البرد على المدينة.

وفي فصل الشتاء تنزع المدينة رداءها الأخضرَ وتلتحفُ بيوتها وأشجارها وأرصفتها وطُرقُها بالبياض الناصع، ويَخالُ زائرها أنّه في مدينة أوربية. بناياتُ المدينة في عمومها بُنيت على طراز العمران الأوربي، وعندما يحينُ فصل الشتاء، وتشرع الثلوج في السقوط، تصير شوارع المدينة خالية على عروشها.

ميزانيةٌ للتدفئة

“عندما تسقط الثلوج، من النادر أن ترى أحدا في الشارع”، يقول سائق سيّارة أجرة صغيرة. سكّان المدينة من الطبقات الاجتماعية الضعيفة، والذين لا يملكون إمكانيات لتجهيز بيوتهم بالمكيّفات، يعانون كثيرا مع البرد القارس في موسم الثلوج، ووسيلتهم الوحيدة لتدفئة بيوتهم هي الاستعانة بشحن المواقدِ بالحطب.

في فصل الشتاء يرتفع ثمن الحَطب إلى مستويات قياسية، ويصلُ إلى ألْف درهم للطنّ الواحد، ويقول أحدُ قاطني المدينة إنّ الأسرة الواحدة يُمْكن أن يصل استهلاكها من حطب التدفئة خلال فصل الشتاء إلى ستّة أطنان، ما يُكلّفها ستّة آلاف درهم. “الأسر هنا تخصّص ميزانية خاصّة للحطب في الشتاء”، يقول المتحدث.

مدينة نظيفة

في مدينة إفران، ثمّة مستوى عالٍ من النظافة. في الحدائق لوحاتُ تنبيهٍ تنبّه إلى ضرورة الحفاظ على نظافة المدينة، وعلى الأرصفة صناديق قمامة خشبية لا يفصل بين الواحد والآخر أكثر من خمسين مترا، ونادرا ما تصادف عير المارّ أزبالا في الشارع، غير أنّ هذا الأمر لا يشمل سوى مركز المدينة، “أمّا الأحياء الهامشية فتبْدو مهمّشة”، وفْق تعبير سائق سيّارة أجرة صغيرة.

إضافة إلى النظافة، تتميّز مدينة إفران بالأمْن، ففي المدينة من النادر أن يسمع سكانها عن وقوع جريمة، ويقول أحد المواطنين “هنا يمكنك أن تنام في الشارع مُطمئّنا، وبدون خوف”. وتميّز إفران أيضا بالهدوء، فحتّى منبّهات السيارات من النادر سماع صوتها. هُنا لا توجدُ العلامات الضوئية في ملقيات الطرق. كلّ شيء مضبوط دونما حاجة إلى “أوامر” الإشارات الضوئية المختلفة.

في إفران ثمّة إجراءات مٌشدّدة للحفاظ على نظافة البيئة، إذ لا توجد أيّ محطّة وقود داخل المدينة، فيما تحتلّ المساحات الخضراء جزءً كبيرا منها. على بُعْد بضع كيلومترات من المركز تشيّد مجموعة “السعودية المغربية للاستثمار” مشروعا عقاريا كبيرا على مساحة 26 هكتارا، 85 في المائة منه مخصّصة للمساحات الخضراء، ولا تتعدّى المساحة المبنية 15 في المائة.

غلاءُ المعيشة

زوارُ مدينة إفران يعتقدون أنّ تكاليف العيش فيها مرتفعة. يقول جامع، زائر سابق للمدينة، “المعيشة في مدينة إفران غالْية، بحال دُبي، ما كايْن لا حيّ شعبي لا ماكلة رخيصة”، كلَام يزكّيه سائق تاكسي سألناه عن هذا الموضوع، قائلا “هنا، يمكن أن يصل سعر دجاجة مشوية في فصل الصيف داخل المطاعم إلى 150 درهما، وسعر التفاح إلى 25 درهما، بينما لا يتعدّى سعره في مدينة أزرو القريبة 12 درهما”.

سنة 1995 أنشأ الملك الراحل الحسن الثاني جامعة “الأخوين” بمدينة إفران، بتمويلٍ من المملكة العربية السعودية. الجامعة، التي يدرس بها أزيد من 2000 طالبة وطالب في الوقت الراهن، كان لها دور كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية في المدينة الصغيرة، ويقول سائق سيارة أجرة صغيرة كان يرابط أمام بوّابة الجامعة “الحسن الثاني دار الخير فهاد المدينة ملّي دار فيها “الأخوين”، كونْ ماشي هيَ ما تْلقاني هْنا”.

ويحكي سائق سيارة الأجرة الصغيرة، أنّ أوّل مأذونية نقل تمّ استغلالها في مدينة إفران كانت سنة 1992، غيْرَ أنّ صاحب سيارة الأجرة لم يَدُم استغلاله للمأذونية سوى شهرٍ واحد، ليُعيدها إلى صاحبها، بسبب شُحّ المردود المالي. الآن يوجد في مدينة إفران 42 سيارة أجرة، يقول السائق إنّهم يشتغلون في الغالب، خصوصا في فصل الشتاء، مع الطلبة الذين يدرسون في الجامعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى