خبيران بالأمم المتحدة يطالبان بتحقيق في اختراق مزعوم من السعودية لهاتف رئيس أمازون
سان فرانسيسكو/واشنطن (رويترز) – طالب خبيران في الأمم المتحدة بأن تجري الولايات المتحدة وسلطات أخرى تحقيقا فوريا في مزاعم بأن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان شارك في مخطط لاختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس.
وقال كل من أنييس كالامار مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، وديفيد كاي مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التعبير إن لديهما معلومات تشير إلى ”احتمال ضلوع“ ولي العهد السعودي في اختراق هاتف الملياردير بيزوس في هجوم إلكتروني مزعوم عام 2018.
ووصف مسؤولون سعوديون تلك المزاعم بأنها ”منافية للعقل“.
وقال المقرران كالامار وكاي إن تلك المزاعم ”تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية“.
وقال مصدر مطلع إن خبراء في أمن الإنترنت استعان بهم بيزوس خلصوا إلى أن هاتفه ربما اختُرق بسبب ملف فيديو أُرسل من حساب على واتساب يُعتقد أنه يعود للأمير محمد في شهر أبريل نيسان أو مايو أيار 2018.
وقال مقررا الأمم المتحدة إن تحليلات، اعتبراها موثوقة، خلصت إلى أنه خلال ساعات من استقبال الفيديو طرأ ”تغير غريب ومفرط“ على الجهاز حيث قفز معدل تسريب البيانات منه بنحو 300 ضعف تقريبا.
* قتل خاشقجي
من المتوقع أن يؤدي التقرير لمزيد من التدهور في العلاقات بين الملياردير قطب التكنولوجيا بيزوس والرياض والتي ساءت منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات لصحيفة واشنطن بوست التي يملكها بيزوس. كما يمكن أن يتسبب في تشويه سمعة المملكة لدى القوى والمستثمرين الأجانب.
فقد قيل إن الهجوم الإلكتروني المزعوم حدث قبل شهور من مقتل خاشقجي في أكتوبر تشرين الأول 2018.
وأبلغت مصادر رويترز بعد مقتل خاشقجي بأسابيع أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعتقد أن الأمير محمد هو من أمر بقتل خاشقجي الذي لاقى حتفه على يد عملاء سعوديين في قنصلية المملكة بمدينة اسطنبول التركية وجرى تقطيع جثته.
وقال الأمير محمد العام الماضي إن قتل خاشقجي نفذه عملاء مارقون وإنه لم يصدر الأمر بذلك.
ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مزاعم ضلوع الأمير في أي اختراق لهاتف بيزوس بأنها ”منافية للعقل“.
وقال في مقابلة مع رويترز في دافوس ”أعتقد أن كلمة منافية للعقل هي الوصف الدقيق“. وأضاف ”فكرة أن ولي العهد يخترق هاتف جيف بيزوس فكرة سخيفة بالتأكيد“.
*برامج تجسس مشتبه بها
يرفع المقرران الخاصان كالامار وكاي، اللذان نشرا نتائجهما في بيان، تقريرهما لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنهما مجرد جهة رقابية مستقلة وليسا من مسؤولي المنظمة الدولية.
وتوصياتهما غير ملزمة للدول رغم أنه يُنظر لها على نطاق واسع باعتبار أن لها ثقلا أخلاقيا.
ولم يحددا تقنية معينة ربما استُخدمت في الاختراق المزعوم لكنهما قالا إن برامج مثل التي تصنعها مجموعة (إن.إس.أو) الإسرائيلية أو شركة هاكنج تيم الإيطالية لصناعة برامج التجسس يحتمل أن تكون استُخدمت في العملية.
ونفت مجموعة (إن.إس.أو) استخدام تقنيتها في الاختراق المزعوم.
وقالت ”نعرف ذلك نظرا لعلمنا بكيفية عمل برامجنا كما أن تقنياتنا لا يمكن استخدامها في هواتف عليها أرقام أمريكية.
”منتجاتنا تُستخدم فقط للتحقيق في الارهاب والجرائم الخطيرة“.
وبعد اندماجها العام الماضي أصبحت شركة هاكنج تيم جزءا من شركة ميمنتو لابس السويسرية الإيطالية للذكاء السيبراني. ولم يتسن الوصول على الفور لباولو ليزي رئيس شركة ميمنتو لابس للتعليق لكنه سبق وقال إنه لا علم لديه بالعمليات السابقة لشركة هاكنج تيم.
* ناشونال إنكوايرر
وفي بؤرة توتر اخرى بين مؤسس أمازون والرياض قال كبير المستشارين الأمنيين لبيزوس العام الماضي إن السعودية اخترقت هاتف الملياردير وحصلت منه على معلومات خاصة منها رسائل نصية بينه وبين لورين سانشيز وهي مذيعة تلفزيون سابقة ذكرت صحيفة ناشونال إنكوايرر أن بيزوس كان على علاقة بها.
وقبل ذلك بشهر، اتهم بيزوس مالك الصحيفة بمحاولة ابتزازه بتهديده بنشر ”صور حميمية“ يزعم أنه أرسلها لسانشيز.
ونفت الحكومة السعودية أي صلة لها بتغطية صحيفة ناشونال إنكوايرر.
وكانت صحيفة جارديان أول من نشر تقريرا عن الضلوع المزعوم لولي العهد السعودي في الاختراق.
ونفت سفارة السعودية بالولايات المتحدة صحة التقرير.
وقالت السفارة في رسالة نشرت على تويتر ”التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى أن المملكة وراء اختراق هاتف السيد جيف بيزوس سخيفة. نطالب بإجراء تحقيق في هذه الادعاءات حتى تتجلى الحقائق“.
شارك في التغطية هشام عبد الخالق من القاهرة وجيفري داستن من سان فرانسيسكو وكيفن كروليكي من دافوس – إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير حسن عمار