أشطر من البحر الأدرياتيكي على واجهة عمرانية/ باته بنت البراء
عودنا امحمد ول الطلبه جميل القول:
لست من أصحاب الرأي، ولا متعاطي السياسة، فكلاهما يتطلب أن يكون صاحبه مسلحا بفكر ثاقب، وبعد نظر وحسن تقدير لمآلات الأمور.
قصارى جهدي أن أدون قصيدة استحسنتها، أو طلعة أو گافا لاقيا هوى في نفسي.
غير أن كتابة هذه الأشطر من البحر الأدرياتيكي على واجهة عمرانية لعاصمتنا لم تترك لي خيار الصمت:
“أيها القادمون مرحى ومرحى
قد نزلتـم بين الأحبــة سهــلا
لو أقمتم حولا وحولا وحولا
للقيتم أهــلا وأهــلا وأهــلا”
طافت بذاكرتي كل عبثيات الشعر وهلوساته؛ بشار حين يلبس جلدا غير جلده ويقول:
ربابةُ ربــةُ البيتِ *** تصب الخل في الزيتِ
لها عشر دجاجاتٍ*** وديك حســن الصـوتِ
وآخر حين يقول:
كأننا والماء من حولنا*** قوم جلوس حولهم ماء
وثالث حين يهرف:
الليل ليل، والنهار نهار *** والديك ديك، والحمار حمار
إذا كان البيتان الترحيبيان- وأقولها تجوزا- يرضون ذائقة الضيوف الكرام، فإنه كان الأولى أن يستنسخوا ويوزعوا مع ملفات جلسات العمل، أما وأن يكونوا واجهة ماثلة أمامنا ونحن المقيمون بأرضنا، فإن ذلك ما لا يليق، ونحن الذين عودنا ولد الطلبه على بديع الشعر ورفيعه:
أقــولُ لِــرَاعِي الـذَّوْدِ بين شُليْــشِــلٍ *
وَلَــبَّـــةَ، والْــعَــيْـنَــان تَــنْــهَــمِــــلَان *
أيَا رَاعِـيَ الـذَّوْدِ الهجَـائِـنِ سِـرْ مَـعِـي *
سَـقَـــاكَ حَــبِــيٌّ ذُو أجَـــشَّ يَــمَـــاني *
أُسَـائِــلُ عَـنُ حَـيِّ الشَّـقِـيــقَـــةِ إنَّـنِـي *
وَإيَّـــــاكَ يَــــا رَاعِــي لمُـــسَّـــئِــــــلَانِ *
فَـإِنَّـــكَ إنْ خَـبَّــرْتَــنِـي أَيْــنَ يَـمَّـمُـــوا *
تَـكُـنْ لَـكَ عِـنْــدِي فِي الــرُّعَــاة يَــدَانِ *
فَـقَالَ: انْتَحَوْا للْمَوْجِ، وَاحْتَثَّ ظعْنَـهُـمْ *
غُــدَيَّـــةَ حَـــادٍ لَــيْــسَ بِـالْـمُــتَـــوَانِـي *
(أهل موريتاني اطويله عينهم في الشعر)