الشعر و السياسة.. “مصنع الأحلام السياسية”/ ادي آدب
لا أحب السياسة، عندما تكون كذبا ونفاقا، ولا أدْخلها، حين تكون صيْدا في المياه العكرة، ولا أتأخر عنها حين تكون مواجهة للظلم، والفساد، والرداءة، والقبح، ومن هذه الخلفيةـ يُمْكِنُ أنْ يُفْهَمَ فِرارُ الشاعر الذي يَسْكنُني من الواقع السياسي البائس، الى الحلُم السياسي الزاهي، من الوطن المَشْهود، إلى الوطن المَنْشُود، من الوطن المُسَجَّى، إلى الوطن المُرَجَّى، وقد كتبت قصيدة بعنوان” مصنع الأحلام السياسية”، تدورُ في فلَكٍ يُمْكِنْ أنْ أسمِّيه ” الخيال العلمي السياسي”، تقترحُ أدواتٍ تعملُ تلقائياـ لتسْيير مُجْمَلِ حقول حياتنا الفاسدة، ولي كثيرٌ من النصوص الشعرية ذات النفَسِ السياسي، لكنني سبق لي أنْ قلتُ: “إنَّ نقطةَ التقاءِ الشعْر والسياسة، يقتضي قانونُ المُرور عبْرها أنْ تتحوَّلَ السياسةُ إلى شِعْر، ولا يتحوَّل الشعْرُ إلى سياسة”.
إنّ الوُجُـودَ- بدونِ عَيْنيْ شـــاعـــرٍ-
جَدْبٌ .. كئـيبٌ.. بـاهتُ الألــــوانِ
وأنا أحبُّ من الحيـاةِ جَـمَــــــــالَـهَا
القُبـحُ يـؤْلـمُ مقــــلـةَ الفـــــنّـــــانِ
وطني المُـرَجَّى: جَنَّـةٌ .. مفْـقـودةٌ
للحُـبِّ .. للإبــداعِ .. للإيـــمـــانِ
أفّ.. على زمن.. يبلّدُ حسه
زبدٌ.. يغشّي الجوهرَ الإنساني