سأعاتبك لأني قررت أن أختلف معك/ العالية ابراهيم أبتي
مر العمر كله وكأنك تريده أن يمضي، مر الحديث وكأنك تسعي لإسكات صوت الأنين….
ولكن! هل تعرف ماذا يعني كل هذا؟ ماذا يعني أن تستتر مخافتي، أن تجعل الدنيا تقف فقط لأنك قررت المغادرة، قررت الهرب من لومي ومن غبائي حين أحتار فى تصنيفك.
سأعاتبك لأني قررت أن أختلف معك، أن أصرف الشوق والحنين وأختزل عمري معك فى ذاك الإحساس الذي يجعل قلبي ينقبض وترتعش يداي وتلمع عيوني فرحا لأنك بداخلي، لأن روحي تعلقت بطيف لا يكاد ينصرف حتي يرجع.
ثم أجلس أردد أشعارا كنت تغازلني بها، أختبر ذاكرتي المكتنزة صورا بعثرها صدُّك، أختبر نبض قلبي كلما قابلني صوتك وصورتك…
أستأنس بكل ذلك وأزداد حيرة وعتبا وحتي غرورا، أحس التناقض وأطرد مخاوفي وأوقن أنه لا قبل لي بمجابهة جمال الشعور بتفاصيلك، وأوقن أن عطرك يطاردني كلما حلت ذكراك.
سأرقب فرصة كهذه مع العمر كي أستطيع تحديد ملامحنا، كي أستطيع تخيلك وأنت تغمض عيونك وتسرقني بهما، وتنطلق معلنا انتصارك الهاديء…
ثم بخجلك المعتاد تبتعد تاركا فراغك ومكان جلوسك المنضبط، تبتعد حائرا، مستسلما، قلقا وأبتعد باحثة عن نسيانك، وأترك لنفسي تجربة التعود على أيام جديدة بدونك.
كنت كلما حلّت ذكراك أتأملك، أتخيل عمري المتقلب ووصولي لمراتب التصوف فيك وأتوقف طويلا كي أستطيع المواصلة، كي أخرج نفسا عميقا…لأكتشف أن الكون يتغير من حولي فقط لأني أنثي متطرفة لا تعرف التوقف حين يتملكها الهوي.
تقابلني ببرود وتحدثني ببرود وكأنك تتعمد إخماد نيراني، تتجاهل دمعتي المنسابة دون عقل ولا منطق…فهل أجد معجزة تخرجني من ثورتك المتنامية؟!