هنا أجالس العصافير المغردة و الصباح البهي وقطرات الندى العذبة/ زهراء نرجس
في البادية كثيرا ما أخلو مع النفس أهمس للطبيعة و ألقي ببعض همومي وأترك للتأمل العنان لسبر أغوارها وللبوح السبيل .. في مرة من مرات خلوتي تلك جلست على ربوة تحيط بي فراشات وعصافير مغردة مبتهجة بجو الخريف الجميل ، حيث الصباح البهي وقطرات الندى العذبة ..أمامي أيضا ينتصب جبل انواملين شامخا يحدث عن حكاية تاريخ مجد أصيل ، ومن بعيد تتراءى لي خيام ضربت وسط عشب أخضر ..لم أكن لأفكر في الكتابة عن أي شئ فمذ زمن قد هجرتها..ربنا داء التصحر والجفاف قد أصاب حروفي فذبلت ..إن صفاء هذا الجو وهدوءه وجمال المناظر آنفة الذكر جعلها تتعافى وأعاد الي بعض مني سرقته زحمة الحياة ودروبها ووخز المشاعر الذابلة..وأيقظ الحروف.. حقا إن للبداوة جمالا وسحرا وطراوة لا مثيل لهما ، وإن فيها من الصفاء والنقاء ما يبرئ اسقام النفس ويجلي عنها الحزن بعد ما علق بها من كدر وهموم الحياة وأدرانها و صخب المدينة ..وإن إنسان البادية رغم قساوة الحياة ومكابدتها يعيش سعيدا..فلا تهمه نشرات كوفيد الفتاك ولا عدد إصاباته ووفياته ، ولا ما يحدث في فلسطين ولا يدري عن دخول أصحاب العمائم مشايخ طالبان كابل واصدار البيانات شيئا.. ولا يبالي بأرهاص السوشيال مديا والقيل والقال و لا السياسة ودهاليزها ودسائسها ومستجداتها..فكلما يشغل باله هو تتبع المزن وأخبار المطر والمرعى وأين يوجد الكلأ لماشيته …إنها راحة البال والطمأنينة التي افتقدناها كثيرا في المدينة ..وأصبحنا اجسادا بقلوب متعبة مثقلة ..خذوا بعض اللحظات من وقتكم وابتعدوا عن هذا الصخب قبل أن يسرق من نفوسكم صفاءها وتمرض الأحاسيس وما أصعبه من مرض..
من لعصابة مساؤكم سعيد وحفظكم الله
من صفحة الكاتبة Zahra Nerjes على الفيسبوك