“جوالئ” و”سكرابل” علب آدرس/ سيدي محمد

ذات جلسة كان فتية من تندغه (الحلة) من أهل علب آدرس يلعبون (سكرابل).كانت شروطهم صارمة ، منها أن من أتى بكلمة وسئل عنها لابد أن يشرحها شرحا يوافق معناها في القاموس ، ويقدم على صحتها شاهدا من شعر العرب (عصور الاستشهاد)، فإن لم توجد في القاموس وأشعار العرب الأوائل ، رفضت ونزعت عشر نقاط من حساب صاحبها حسب القانون المتفق عليه.وزعت القطع وتسلم كل لاعب سبعة أحرف وبدأ اللاعبون في رص الحروف وبناء الكلمات المتقاطعة عموديا وأفقيا.أحد اللاعبين كان لديه حرف همزة على الياء بخمس نفاط وبإمكانه أن يجعله على خانة بثلاثة أضعاف النقاط (TRIPLE) ليكون مجموع النقاط 15نقطة تضاف لنقاط بقية حروف الكلمة.فكر أن ذلك سيكون مجموعا معتبرا ..

وضع الحرف فكانت الكلمة (جوالئ) !مامعنى جوالئ تساءل بقية اللاعبين؟قال: هي سرب الظباءقالوا جميعا: لم نسمع بهذه الكلمة وفتحوا القاموس ، الكلمة لاتوجد !هل لديك شاهد من العرب؟ تساءل زملاؤه..قال نعم في قول غيلان ذي الرمة ، وأنشأ على الفور:جوالئ يَدّرِئْـنَ إلى أضاةٍ :: لسبعٍ ما عرفنَ بها لمامايا إلهي.. ما أجمل هذا البيت وما أشبهه بشعر غيلان لكنني لا أعرفه في ديوانه قال أحد اللاعبين.قال أحدهم ربما يكون لغيلان وغاب عن ذاكرتنا..جيءَ بديوان غيلان وتم تصفحه بالكامل من الجلدة إلى الجلدة ، لاأثر للبيت في الديوان.أحيط بالرجل وألزم الحجة..قالوا له ليس أمامك سوى خيار واحد ، صارحنا بالموضوع ولك أن تنجو من خصم النقاط.قال الرجل لم أجد مندوحة في كسب نقاط هذا الحرف الكئود إلا في هذه الحيلة.فتعجبوا من سرعة بديهته وجمال بيته المضاهي لسبك ومعجم غيلان.

وحدّث الأديب الإداري بدنَّ ولد سيدي قال:جزم العلامة گرَّاي ولد أحمد يوره مرة لتلامذته في المحظرة بانعدام وجود كلمة على وزن فِعُلٍ في اللغة العربية..فقال الأديب أحمد بن محمودي لأصدقائه ومنهم القاضي محمدن ولد شمَّادْ رحمه الله و ببّها بن أحمد يوره حفظه الله إنه يحفظ بيتًا يتضمن ذلك الوزن و هو قول الشاعر: و مِكُرٍ قتلته برمحي :: أكلته في الصبح دون ملح !فلما بلغ ذلك العلامة گراي ضحك وقال :” يلالِ زاد مشبهُ ببَّيتاتْ لعرب ذوك !وحدّث المؤرخ محمد ولد مولود ولد داداه قال:” كان معي الصحفي الأديب خيْ بابَ شياخ مرة فحكى بيتا نسبه لجرير فقلت إنني لا أعرفه من شعره ! فقال: هو في ديوانهفقلت إنني لا أعرفه في ديوانه.

فجزم بالأمر و أتي بالديوان فإذا بالبيت فيه و لكن في طبعة مغايرة لتلك التي بحوزتي “.وفي تسعينيات القرن الماضي بمحظرة النباغية، كانت تنعقد حلقة يومية على مطارحة تعرف عند الطلبة بـ (الندوة الشعرية)، وفي إحدى النوبات تعذر بيت يبتدئ بالدال فأنشدهم الشيخ محمد بن بتار:دعتك إلى الصبا أعلام نجد :: وشاقتك المعاهد والرسوموقال في تورية بديعة دفعا للريبة: هذا البيت لشاعر هاشمي في زمن معاوية يقصد (ولد الطايع) وهاشميا (يعني نفسه).كامل الود