حينما تتحد الشمس بالرمال والجبال والنخيل / محفوظة زروق
لم أشاهد رغم طول الترحال منظرا طبيعيا حسب مفهومي للجمال يجمع بين الشمس والرمال والجبال والنخيل كالذي اشتملتْ عليه هذه اللوحة التي أشعر بانتماء عميق إليها وكأنني رسمتها بريشتي مما يلزمني بالحديث عن كنز حقيقي يبرز سحر هذا الوادي بشكل لفت نظري للوهلة الأولى، فارجو العذر إن خانتني الحروف، فما أنا إلا عاشقة شربتْ روحها وتغنتْ بحب بلاد الملثمين.
لقد أبدع المصور في التقاط الصورة ولو أني أرى خلفها ما لا ترون بعد فكي لرموز اللغة الصامتة بيني وبين شمس آدرار حين تشمر عن سواعدها لتطرد الليل فيفر نسيم الصباح هاربا مرتعبا، وتبدأ الماعز تساعد بعضها بعضا متحدية قوانين العقل في تسلق الجبال.. و حين يطل القمر ليلا من بين أكمام النخيل لينير خياما منتصبة تدار بداخلها كؤوس الشاي على دندنة القافية أو رَدّاتْ طَايْبَاتْ من لِبْتَيْتْ بعد أن تردد الجبال صدى السلام معلنة عن ختام صلاة العشاء…
فدتكِ نفسي يا شنقيط يا أرض الأتقياء و الشعر و الشعراء.ماذا أقول في حق وطن يطربني ليله كما يطربني النهار وما رأيتُ في حياتي أجمل من وجهه العظيم فهل تسمحيلي يا بلادي أن أهديك قبلة على الجبين ولا تلوميني على طول الهجر فالأمر بيد الله لا بيدي.. و برمالك أقسم ما هاجرتُ إلا من أجل تحقيق هدف نبيل.