دمشق – (أ ف ب) – ألغيت حفلتان كان مقررا أن تحييهما المغنية اللبنانية هبة طوجي الشهر المقبل مع المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني إثر انسحاب الفنانَين لأسباب وصفها المنظمون بأنها “غير واضحة وغير مقنعة”.
وقد تعرض طوجي والرحباني في الأسبوعين الماضيين لانتقادات شديدة من حقوقيين ومعارضين لنظام الحكم في سوريا، إذ اعتبر البعض أن تقديم الحفلتين في دار أوبرا دمشق التي تحمل رسميا اسم “دار الأسد للثقافة والفنون” هو بمثابة “التطبيع” مع الحكومة السورية. كما وُجهت للفنانَين اللبنانيَّين اتهامات “بخيانة دم الشعب السوري” و”الرقص على جثثه”.
وأشارت شركة “شمس أكاديمي” السورية المنظمة للحدث السبت في بيان إلى أنها تبلغت بقرار طوجي والرحباني “الانسحاب” من الحفلتين المقررتين أساسا في 9 و10 آذار/مارس المقبل “بدون أسباب واضحة ومقنعة”، رغم الإقبال الكبير على شراء البطاقات التي كادت تنفد بعد أيام قليلة على طرحها.
وأضاف البيان “شمس أكاديمي تأسف وتستغرب انسحاب الرحباني وطوجي” و”تؤكد التزامها بإعادة ثمن البطاقات المباعة كاملاً بدون أي تأخير”.
وكان الإعلان عن إقامة الحفلتين أثار اهتماما في سوريا، إذ أظهرت صور انتشرت عبر الشبكات الاجتماعية هذا الشهر طابوراً لأشخاص يقفون بانتظار الحصول على بطاقات لحضور الحفلة، رغم أن سعر التذكرة قارب متوسط الرواتب الشهرية لموظفي القطاع الحكومي.
ووجّه صحافيون وناشطون معارضون للحكومة السورية، خصوصا من السوريين واللبنانيين، انتقادات قوية عبر الشبكات الاجتماعية ووسائل إعلامية رفضا للحفلتين في بلد يشهد حربا دامية منذ أحد عشر عاما تسببت بمقتل نحو نصف مليون شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.
ومن بين هذه المواقف، اعتبر مقال نشره موقع “درج” الإلكتروني الجمعة أن إقامة مثل هذه الحفلة تعني “تجاوز مأساة ملايين السوريين”.
ولم يصدر بعد أي تصريح علني من طوجي أو الرحباني بشأن إلغاء الحفلتين اللتين كانتا ستسجلان عودة المغنية اللبنانية البالغة 34 عاما إلى سوريا بعد غياب خمس عشرة سنة. كما لا يزال الإعلان عن الحفلتين منشورا على صفحتيهما عبر الشبكات الاجتماعية.
وأكد أسامة الرحباني، وهو نجل منصور الرحباني الذي شكّل مع شقيقه عاصي الرحباني وزوجة الأخير المغنية فيروز ثلاثيا فنيّاً قدّم للمكتبة الموسيقية العربية بعضا من أشهر الأغنيات في القرن الماضي، مرارا في تصريحات سابقة رفض إقحام السياسة بالفن.
كما تعذر حصول وكالة فرانس برس على الفور على موقف من الفنانَين المعنيَّين، وبالتالي لا يمكن الجزم ما إذا كان الإلغاء مرتبطا مباشرة بالحملة التي شُنّت عليهما.