صيدلية في دكار/ محمد فال بلال
أعجبتني أشياء كثيرة في دكار. وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر، دقة تنظيم لجنة الانتخابات، وانسيابية السياسة، وحركية الساحة الإعلامية، وتعدد المنشآت الطرقية وآخرها الطريق السريع الرابط بين المدينة والمطار، و جمال المنشآت الرياضية التي ازدانت قبل أسبوع بملعب عبد الله واد..
و فوق هذا كله، أعجبني المشهد في الصورة المرفقة. وقد أخذتها من أمام صيدلية “گيگوه” (Guigon)، حيث وجدت ذلك الرجل، صاحب الزي الأبيض اللامع. أخبرني أنه موظف في الصيدلية برتبة “ميتريز”، وأن الصيدلية تتحمل ثمن زي عمله، وتتولى مصاريف تنظيفه مرتين في الأسبوع وتجديده مرة كل شهرين. وتوفر له الأقنعة والقفارات عدد مرات في اليوم الواحد. ومهمة السيد “انينغ” هي السهر لدى الباب على احترام طابور الدخول و إلزام الناس بالتباعد المطلوب احترازا من الوباء وتوزيع الكمامات.وداخل الصيدلية، كانت الخدمة رائعة. وعندما اشتريت الدواء، أشار إليّ الحرس بالخروج من باب غير الباب الذي دخلت منه. وأعطاني قطرات ماء معقم لتنظيف اليدين.
هكذا شعرت أنني في مرفق يعنى بصحة الناس، وركن مهم من أركان المنظومة الصحية في البلد، وأني لست في دكان أو محل تجاري لأشتري سلعة من السلع؛ بل أحسست أني في جناح من أجنحة مستشفى أو مستوصف. كانت الصيدلية نظيفة ومهيبة. وكانت أشبه ما تكون بخلية نحل تعمل بصمت وهدوء و انتظام. الطابور دقيق، وإجراءات الاحتراز محترمة بدءا بالتباعد، وحك اليدين بقطرة ماء معقم، وانتهاء بارتداء الكمامة. كل شيء بداخلها يطمئنك على صحتك وعلى سلامة وصلاحية ما اشتريت من الدواء. وذلكم هو المغزل عليه!