مدينة الرمل الناعم الغافي تحت الماء / المرتضى محمد أشفاق

(من وحي مهرجان ثقافي ماض:(خارج على قانون الشعر…)

ألاك مدينتي، حبيبتي مدينة القرآن والفقه وسيرة خير البشر

مدينة الرسالة والمختصر مدينة الماء والشجر

مدينة الزرع والحجر

مدينة النبق والبقر

مدينة البوح والسمر

وحين يهدأ الليل تقطع الهمسَ سورة الرحمن وسورة النور وسورة القمر

الماء في رسغيك سوار يذيع للخلق رسالة المطر

مدينة الرمل الأبيض الناعم الغافي تحت الماء ،

هل تذكرين أنك ولدت ذات مساء جميل

حين تهامست ظلال الأصيل

وآذن ليل المواجع بالرحيل

قولي للدنيا إنك لا تتزينين، إنك لا تتبرجين

رغم شحوب السنين

ورغم اكتهال العصر الحزين

فالسحر في خديك شعر

واللحظ في عينيك أسر

جمالك لا يشيخ لأنه البيان والتبيين

قولي للدنيا إنك أنت أنت ما زلت عصية على التدجين والتخوين

كما كنت قبل قرن وعقد وست سنين

حين رفضت أن تكوني خادمة في قصر مالك الحزين

أنا يا مدينتي شربت ماء محبرتي، ورسمتْ شفتا قلمي على الشمس كبريائي

، فقبَّلتُ رأس لوحي واستمسكت بحبل الله المتين

أنا جندي أملد الكتفين

لا أتغدى بعجلين

ولا أتعشى بخروفين

و لا أحمل في حقيبتي آلاف النياشين

أنا لا أقول للناس إني أصوم الخميس والاثنين

وإني حفيد خير المرسلين

لأني رأيت في المنام أني في حجر أم السبطين

تدللني،

تناغيني وتقول أنفك أقنى كأنف الحسن،

وعينك دعجاء كعين الحسين

أنا لا أقول للناس إني أعتمر كل عام مرتين

و إني أرى من “لكديه” بلاد الحرمين الشريفين

أنا لا أنبش قبور الميتين

لأصنع نسبا وأخدع عيال الله المساكين

مدينتي هل أتقنت حفظ دروسك

لم أنس أيضا أنك علمتني هل تذكرين

أن أجمل اللآلي عرق تحدر من جبين

و الله وحده أعبد، عليه أتوكل وبه أستعين