تنوع آليات استنباط الاحكام لدى المالكية / سيدي محمد ولد محم
يتميز المالكية في مذهبهم بتنوع الآليات والاصول الموظفة في عملية التشريع واستنباط الاحكام، بدءًا بالكتاب، والسنة، والاجماع، والقياس، وعمل أهل المدينة، وقول الصحابة، والاستحسان، وسد الذرائع، والمصالح المرسلة، والاستصحاب، ومراعاة الخلاف.
وتنضاف إلى هذه الاصول ما سمي في اصطلاحهم بالقواعد الخمس الكبرى، والتي تنحصر في أولوية اليقين مقابل الشك، وإزالة الضرر وجبره، والتيسير مقابل المشقة، ومراعاة العادة والعرف، ومراعاة مقاصد الشارع وغاياته.
وهي القواعد التي بها تكتمل آليات ومصادر هذا المذهب والتي تعطيه ميزات خاصة أهمها الثراء لتنوع هذه الاصول والقواعد ومراوحتها بين النص والعقل والظاهرة الاجتماعية، بالاضافة إلى المرونة الكبيرة في توظيف هذه المصادر وبواقعية وسماحة وعقلانية كبيرة، وكذلك الاهتمام بمقاصد الشرع وروح التشريع ومراعاة المآلات، مما أكسب المذهب قدرات هائلة على التجدد والتجديد في المفاهيم والاحكام يلزم أن لا يتوقف المالكية المعاصرون عندها، بل عليهم مواصلة تحديث أصول المذهب وقواعده وتجديدها مستفيدين من التطور الهائل في الوسائل والمناهج والعلوم، وليكون فقههم منتميا بحق إلى عصرهم وتعبيرا عن جهودهم في تنزيل وحي الله تعالى إلى زمن الحداثة أو ما بعد الحداثة
( من صفحة سيدي محمد ولد محم)