تاريخ الرؤساء 1…الحاكم بأمر نفسه ../ أحمدفال امحمد آبه
محمد ولد عبد العزيز ولد اعليّه، ثامن سلاطين الدولة الموريتانية، دام ملكه عشر سنين ، استتب له الأمر فيها، ولم يشغب عليه أحد.. ولد لعشر بقين من ديسمبر عام 1956م ، في بلاد التكرور..
لم يسمع عنه أنه رحل لطلب العلم، وليس له في “المسند” حديث واحد، مع أنه سمع من معاوية ولد الطايع، واعل ولد محمدفال، وغيرهم..حدَّث عنه صديقه محمد ولد الغزواني، و المختار ولد اجاي، وسيدي محمد ولد محم، الذي بالغ في وصفه قبل أن تحدث بينهما وحشة لا يعرف لها سبب..
كما حدث عنه محمد الأمين ولد الشيخ، و إبراهيم ولد داداه، وخلق كثير….ألحقه ابن عمه اعل ولد محمد فال بديوان الجند وهو لا يزال شابا.. ولم يزل يترقى في المناصب والرتب ، ويزداد قربا من السلطان ولد الطايع، حتى خلعه عام 2005..تولى الحكم بعد خلع السلطان سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لست خلون من أغشت عام 2008 ، حيث عزل السلطان ووضعه في حبس منفرد، ومنع عنه الزيارات، ولم يقبل فيه شفاعة أحد..
وكان ولد عبد العزيز قائدا لحرس السلطان، وتزعم العامة أنه هو – وصديقه غزواني_ من أحضر ولد الشيخ عبد الله من إفريقية، و أخرجه من عزلته التي كان فيها، ثم اقترحه على الجيش ليتولى السلطنة، بعد خلع معاوية ولد الطايع، ودخول البلاد في مرحلة انتقالية..
و رغم الخلع الكثيرة والصلات التي أغدقها ولد الشيخ عبد الله على ولد عبد العزيز و كبار قادة الجند في بداية حكمه، إلا أن وحشة حدثت بين الاثنين لا يعرف سببها، وقد قيل إن ولد عبد العزيز نقم على السلطان كثرة أسفاره، و بذخ زوجه وإسرافها.. وفي عام 2008 اضطربت أحوال البلاد، وغلت الأسعار، وقيل فيما بعد إن ذلك كان مدبرا من قادة الجيش لإرباك السلطان، وقتل الجند شابا في إحدى الولايات الداخلية، واضطربت الأمور ، وساءت أحوال البلاد والعباد.. وكان السلطان، وهو رجل طيب ولين العريكة، في رحلة خارجية ، والجيش هو الذي يسير الأمور.. وبعد عودة السلطان من سفره، شغبت عليه كتيبة من مجلس الأعيان( البرلمان)، وطالبته بالتنحي ، ووصفته بالضعف وعدم الحيلة.. وفي تلك الأثناء زادت الوحشة بين السلطان وقادة جنده، فقد كان يرى أنهم ، أو بعضهم، من يحركون الغوغاء و البرلمانيين ويغرونهم بالتطاول عليه.. فما كان منه إلا أن أمر بعزل محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني، وتولية قائدين آخرين مكانهما…