يروي الشيخ سيدي محمد الخليفة في كتاب الطرائف والتلائد الكيفية التي انتقلت بها تعاليم الطريقة إلى الشيخ سيدي أعمر الشيخ قائلا:
” خرج الجد سيدي أعمر الشيخ -بعدما تضلع من فنون العلوم، وحظي منها بالمدروس والملهوم- مسافرا إلى السوس الأقصى، فلقي الشيخ سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي، فتذاكرا في أنواع العلوم وفنونها، فإذا كل منهما بحر لا ساحل له، فتفاوضا في علوم القوم فأشفى المغيلي عليه في علوم الباطن، فتجرد له سيدي أعمر الشيخ من جميع ما بيده، و سأله الصحبة فرضي بها، فلزمه برسم التقشف و المجاهدة ثلاثين سنة، و كان خلَّف زوجة و ثلاثة أبناء صغار، فسافر من بيته يوم سابع أصغر بنيه، فلما أدركت الوفاة المغيلي قال لبنيه وسائر مريديه قولته المشهورة – وهي إحدى علامات الاستخلاف عند الصوفية – من كان منكم ملتمسا مني نفعا، فليلتمسه من سيدي أعمر هذا فإنه احتوى على جميع ما عندي، وامتصني كما يمتص الآكل التمرة ويلقي بالنواة”.