كتبت إليك مرات عديدة وبمحتوى مختلف كل مرة كتبت لك أنني لم أكن جميلة ومعك أبصرت مواقع الجمال
وكتبت أنني قبلك لم أك شيئا وأنك الموقع أسفل تاريخ أنوثتي
و أخبرتك مرة لحظة انهيار عاطفي تحت تأثير الشعور أنني لولاك مانجحت وما وصلت إلى أي شيء
قلت لك بكل تصالح مع ذاتي أنت السلم الذي اتخذته للنجاح سبيلا
وفي اتصال هاتفي قلت لك أنا بدونك ماكنت لأثق بنفسي وكان سيل الاكتئاب سيجرفني إليه
أنا لم أكذب حين أخبرتك بكل هذا، في نقاش مضى قلت لك أحيانا أحس أنك صديقتي
لكنك لم تدرك حجم ما أعنيه، لم تهتم بالفراغ الذي يخلفه رحيلك
أتدرك معنى أن يسقط قناع الفرح وتبقى عاريا مع فضيحة الحزن؟
أعلم أن التساؤلات أيضا لن تجدي نفعا
الآن بعد كل ما وصلت إليه، أنا لم أجد لذة الفرح، لم أشعر بي وماجنيت سوى التعب
الآن لا أهتم للمفردات وإن تكررت، لا شيء يلفت انتباهي
كل المواضيع التي شاهدتها بعينيك كانت مختلفة، وكل الأكاذيب من أجلك حولتها إلى حقيقة، شكوكي تجاهلتها وعاملتك بيقين تام
رتبت كل أشيائي من أجلك رغم أنني امرأة فوضوية، تابعت آخر صيحات الموضة رغم أنني امرأة ريفية هزمتها الحضارة لأكثر من مرة.
الآن شعري يتساقط ككل الأقنعة، وأبتلع الخيبات واحدة تلوى الأخرى، لا أهتم بالمكان لأن كل الامكنة باهتة وهذا التوقيت لا يعني لي شيئا شأن كل الملحدين بالجغرافيا. وكمذياع قديم تعطل تحولت إلى كومة صمت بعد كل هذه الثرثرة
في الأرشيف الخاص بي فتاة قمحية البشرة تضحك ملء فمها، يقول التاريخ إن هذه الصورة أنا، تخبرني صديقتي أنني ضحكنا كثيرا وركضنا في شوارع العريقة كثيرا ولا أتذكر البتة تاريخ تلك الأحداث أو بالأصح لا أهتم بالتواريخ التي لا تدوم طويلا.
في المخيلة رجل سافرت إليه وآمنت بقدرته على جعلي كائن لا يتقن سوى الضحك
فيها أيضا أكياس معلبة قدمتها بكل ود، وفيها الكثير من الجنون والسذاجة.
في مخيلتي أحلام تم وأدها، وطفل قتلته الخيبات، فيها غبار حجب الرؤية عن عقلي وفاتته أحداث كثيرة.
وفي الجانب الأقصى من قلبي ثمة عدة أسئلة لم أجد لها جوابا، ثمة جروح عدة لم يكن الوقت كافيا لتنظيفها،
في الجانب الأيمن من الروح هناك تعب وربح غلفته الخسارة وطفولة غاب أصلها
وكل هذه الأحداث لا أحد حاول تلخيصها، وكانت خاتمة كل وجع فيها عبرة أن حقيبة القلب مثقلة جدا