مهرجان أيام بيروت السينمائية يعود بقصص من العالم العربي
17 يونيو 2022، 01:14 صباحًا
بيروت ـ رويترز: مع دخول لبنان فصل الصيف، يجري عرض سلسلة من الأفلام من مختلف البلدان العربية في مهرجان أيام بيروت السينمائية الذي يستمر لفترة طويلة. وعاد الحدث إلى البلد المنكوب بالأزمات بعد توقفه لثلاث سنوات.
في لمحة من الماضي، أصبح بإمكان المشاهدين الآن الحضور مجانا، وهي خطوة قالت المديرة الفنية ريهام عاصي إنها تهدف إلى زيادة الإقبال على المهرجان وجعله متاحا لأكبر عدد ممكن في بلد يكافح فيه معظم الناس لتغطية نفقاتهم بسبب الانهيار الاقتصادي منذ عام 2019.
وأشارت ريهام عاصي إلى أن التحديات العديدة في لبنان جعلت من الصعب على المواطنين الذهاب لدور السينما لمشاهدة الأفلام. وقالت “كتير كان في تحديات، الأزمة الاقتصادية خلّت العالم كلها تعاني، بنزين غالي، المازوت غالي، بطاقات السينما كتير غالية وصالات ما بقى في. لقينا أن هذه إحدى من التحديات فقرّرنا نعمل العروض كلها ببلاش لحتى نقدر نقول للعالم إنو تعو احضروا الأفلام لأن هذا ليس ’رفاهية’، أنتم حقكم، وهذا متنفّس للكل”.
انطلقت الدورة الحادية عشرة للمهرجان بعرض فيلم “فرحة” الحائز على جوائز دولية للمؤلفة والمخرجة الأردنية دارين سلام. وهو مستوحى من قصة حقيقية عن قصة فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عاما خلال حرب عام 1948.
وقالت دارين سلام “الفكرة أتتني، هي مستوحاة من حدث حقيقي صار مع بنت، هذه البنت كانت من الناس الذين نجيوا في ال48، وصلت لسوريا وفي سوريا، شاركت قصتها مع صبية، وهذه الصبية كبرت وتزوجت وصار عندها بنت، وشاركت قصتها مع بنتها، وهذه البنت هي أنا. فالقصة فيكي تحكي أن سافرت من خلال السنين هذه لحتى توصلني، وأنا القصة بقيت في بالي. القصة هي أن بنت انحبست في غرفة من أبوها في ال48 خوفا على حياتها، وعدها أنه سيرجع بس ما عمره رجع”.
ويعرض المهرجان أفلاما أخرى تتناول قضايا من جميع أنحاء الشرق الأوسط منها “حكايا بيتية”، وهو فيلم وثائقي للمخرج السوري نضال الدبس يروي تجربته مع المنفى والحنين إلى الماضي.
وبتلك النوعية من الأفلام، سيختتم المخرج اللبناني إيلي داغر المهرجان بفيلم “البحر أمامكم”. والفيلم يعكس لبنان المعاصر من خلال عدسة جنى، الشابة اللبنانية التي تعود إلى وطنها وتجد نفسها تحاول التأقلم مجددا مع الحياة التي تركتها وراءها منذ فترة طويلة.
وعن فيلمه تحدث داغر “فيلمي الأول الطويل هو اسمه البحر أمامكم، بيحكي عن قصة صبية اسمها جنى كانت فلت إلى باريس لكي تدرس وترجع إلى لبنان، لأسباب عديدة لم تستطيع أن تنجح في حياتها في الخارج. والفيلم يلحقها هي على رجعتها إلى لبنان وأكتر كناية عن نظرة على بيروت أو لبنان اليوم وما هو … الوطن الذي تركته هي في الأساس. هو بيحكي عن الهجرة بس الهجرة إلى الخارج والهجرة كمان عندما واحد يرجع على لبنان”.
وقال أحمد غصين وهو من صانعي الأفلام “في بيروت كتير مهمّ أن يرجع مهرجان السينما، كان بالنسبة لي شخصيا حماس مطلق، كان بالنسبة لي جاء كهدية بعد السنتين التي قضيناها في بيروت، وبعدها الأزمة مستمرة على كل حال. لكن أتخيل أن أهميته بالتفاعل، أهميته أن في أفلام لا نراها، أهميته أن في أفلام عربية برمت كتير ولم يكن لديها الفرصة أن تأتي إلى بيروت، إذا كتير مهم هذا الشيء”.
كما يقام معرض بعنوان “في هذا المكان، شرائط لوسط بيروت” في إطار فعاليات المهرجان. ويعرض صورا ومقاطع مصورة لأجزاء مختلفة من العاصمة بين عامي 1935 و1972.
وقال هادي زكاك أحد القائمين على المعرض “الأجيال المختلفة كل أحد سيتفاعل بطريقة ولكن هي عملية دائما إذا بدك تواصل مع ذاكرتنا لأن نحن مثل ما نرى مع كل الأحداث التي نعيشها إلى أي مدى ذاكرتنا ضعيفة أو أحيان إلى أي مدى ليس لدينا أرشيف أو كل شيء يمحى بسرعة. إذا هي عملية دائما صراع ضد المحو وضد الموت ومحافظة على ذاكرة المدينة التي في كل لحظة هي دائما مهددة”.