طائرالهدهد .. رسول حب وهداية /النجاح بنت محمذ فال
لم تكن مجرد صدفة حين تساءل نبي الله سليمن ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ“؟ بل كانت النبوءة حاضرة لتخبرنا عن اعظم عشق لم يترك للملك مكانه في القصة، ولذلك كانت سبيل الهدهد للنجاة من العقاب هي أن يأتي بسلطان عظيم : ذلك هو نبأ العشق والملك وتم التعبير عن ذلك بالسلطان العظيم كرمز للملك والعشق معا ، فلا سلطان على القلوب إلا بالعشق .. وأما الملك فهو الأعلى في سلم هرم السلطة لم يكن صدفة أن تنبأ النبي سليمان بأن الهدهد لن ينجو إلا إذا اتى بهذا السلطان ” أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَٰنٍۢ مُّبِينٍۢ ” فهل صحيح أن الهدهد تفوق علي النبي سليمان عندما خاطبه ” فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِۦ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍۢ يَقِينٍ ” ليبدأ تدرج قصة العشق فى ثوب المُلك وليكون للموقف وقاره ،
ورد ملك المرأة دون ذكر صريح لجمالها “إِنٌِي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ” لكنه حين تتصف بانها أوتيت من كل شيء تكون بذلك صفة الجمال حاضرة وقد عزز القرآن ذلك .. فعندما تم خطف عرشها لتحضر دون إكراه ! و ليتم تكريمها بصرح جميل ممرد من قوارير! حسبته ماء ثم كشفت عن ساقين جميلتين مما دفع نبي الله لان يخبرها حقيقة الصرح ، كنوع من الدعوة الناعمة للإسلام ” وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَٰنَ ” ورغم ما أوتيت ملكة سبإ فإنه لم يتم التعامل معها إلا بالقوة الناعمة “(الذي عنده علم من الكتاب ) أو إظهار الجمال الخارق فى منشآت مملكة النبي سليمان ! وليكون للهدهد سبقه في هذه القصة التي تهاوى فيها أعظم ملك أمام جبروت رب العالمين ..
كان طائر الهدهد الميمون سباقا إلى هذا الإخبار (سلطان مبين ) الذي بفضله نجا من عقوبة الذبح وكان سببا فى عتق امة سبإ من عبادة الشمس ثم كان ربان قصة عشق أوردها القرآن بكل تفاصيلها ، كما في قصة يوسف ..
لا أحد ينكر غياب الهدهد من مخيلتنا الادبية فهو لا يتزوج مرتين وإذا فقد زوجته لا يقتات قبل أن يلقاها وإن غاب اللقاء يصيح بصوت عال وقد تكون هي نهايته ..
مالنا إذا و ما للهدهد الذي نسميه (ويشيد ) و نختزله في مجرد التقاط الحب كأي طائر فالهدهد لا يمارس الإكراه .. وربما يكون في ذلك حكمة لدوره في السفارة بين النبي وملكة سبأ التي أخضعت بواسطة المغريات وليس بالقتال يقدم الهدهد لأنثاه ورقة إن التقطتها تزوجها وعندئذ لا يخالط غيرها ..ليترك سنة لدى الإناث من فصيلته .. فأنثى الهدهد لا تتزوج مرتين ذكرت الهدهد … وقد سماه ربي من قبل ! قد يكون وفاء الهدهد لرفيقته سببا فى اختياره ليقود اعظم قصة عشق وهداية على إثرها تخلصت مملكة من وثنيتها ! دون أي قتال ! ولتكون الملكة بلقيس زوجة للنبي سليمان..
هل طاف الهدهد يوما في سمائنا ؟؟؟